سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة – 25 يونيو 2023: يعد قطاع النقل أحد أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث يشكل ما يقرب من ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.
وبينما تكافح البلدان في جميع أنحاء العالم لتقليل أثرها الكربوني بشكل عاجل، تظهر تقنيات الهيدروجين الأخضر كحل واعد لثورة قطاع النقل.
يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، وله القدرة على تقليل الانبعاثات الكربونية في مختلف وسائل النقل، بما في ذلك الطرق البرية والسكك الحديدية والشحن البحري والطيران.
مزايا عدة
أحد أهم مزايا الهيدروجين الأخضر هو أنه مصدر وقود نظيف ومستدام. ويمكن تخزين الهيدروجين الأخضر ونقله بسهولة نسبية، مما يسمح بدمجه في البنية التحتية الطاقوية القائمة.
في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بتطوير المركبات التي تعمل بالهيدروجين، وخاصة في صناعة السيارات. قد قامت عدة شركات تصنيع سيارات، بما في ذلك تويوتا وهيونداي وهوندا، بالفعل بإطلاق مركبات خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين في السوق. تتمتع هذه المركبات بمدى قيادة أطول مقارنة بالمركبات الكهربائية بالبطارية، ويمكن إعادة تعبئة الوقود فيها في غضون دقائق معدودة، مما يبدد بعض المخاوف الرئيسية المرتبطة بالمركبات الكهربائية، مثل قلق مدى السير وزمن الشحن الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الهيدروجين الأخضر إمكانية للعب دور حاسم في تخفيض الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل الثقيل، مثل الشاحنات والحافلات. هذه المركبات عادةً ما تتطلب كميات أكبر من الطاقة مقارنة بالسيارات الركاب، مما يجعل من الصعب الاعتماد على الكهرباء في هذه المركبات باستخدام البطاريات وحدها. يمكن لخلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين توفير الطاقة والمدى اللازمين للمركبات الثقيلة دون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبدأت عدة دول، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والصين، بالفعل في الاستثمار في الحافلات والشاحنات التي تعمل بالهيدروجين كجزء من جهودها للحد من الانبعاثات في قطاع النقل.
شهرة واسعة
بعيدًا عن وسائل النقل البرية، يكتسب الهيدروجين الأخضر أيضًا شهرة في صناعة السكك الحديدية. قد طورت شركة ألستوم الفرنسية العالمية أول قطار يعمل بالهيدروجين في العالم، وهو قطار كوراديا آيلينت (Coradia iLint)، والذي بدأ التشغيل التجاري في ألمانيا عام 2018. يتم تشغيل القطار بواسطة خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين، والتي تولد الكهرباء عن طريق مزج الهيدروجين مع الأكسجين من الهواء، مما ينتج ماء وحرارة فقط.
توفر هذه التكنولوجيا المبتكرة بديلاً مستدامًا للقطارات التي تعمل بالديزل، خاصة في المناطق التي لا يمكن كهربتها أو يعتبر ذلك غير اقتصادي لخطوط السكك الحديدية.
تستكشف صناعتا الشحن البحري والطيران أيضًا إمكانات الهيدروجين الأخضر كوسيلة للحد من انبعاثات الكربون. في قطاع الشحن البحري، هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ لتطوير سفن تعمل بالهيدروجين، بما في ذلك السفن البضائع والعبارات. وفيما يتعلق بالطيران، يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر لإنتاج الوقود الاصطناعي، والذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من أثر الكربون الناتج عن السفر الجوي.
تحديات
على الرغم من الإمكانات الواعدة لتقنيات الهيدروجين الأخضر، هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل اعتمادها على نطاق واسع في قطاع النقل. أحد العوائق الرئيسية هو التكلفة العالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يكون حاليًا أغلى من أساليب إنتاج الهيدروجين التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، من المتوقع أن يصبح تكلفة الهيدروجين الأخضر أكثر تنافسية في السنوات القادمة مع استمرار انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة والتطورات التكنولوجية.
تحدي آخر هو نقص البنية التحتية لتعبئة الهيدروجين وتوزيعه. لتسهيل اعتماد واسع النطاق للمركبات التي تعمل بالهيدروجين، يجب تطوير شبكة شاملة من محطات التعبئة وأنظمة التوزيع.
تستثمر الحكومات والشركات الخاصة حول العالم بالفعل في هذه البنية التحتية، حيث تهدف عدة دول، بما في ذلك اليابان وألمانيا والولايات المتحدة، إلى إنشاء شبكات وطنية لتعبئة الهيدروجين.
زتتمتع تقنيات الهيدروجين الأخضر بإمكانات هائلة لتحويل قطاع النقل من خلال توفير بديل نظيف ومستدام وفعال للوقود الأحفوري. مع استمرار الدول في الاستثمار في البحث والتطوير والبنية التحتية، من المرجح أن يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا متزايد الأهمية في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: ts2
image source: alstom