نظّم المنتدى الدولي للمالية (IFF)، بالتعاون مع فريق العمل المعني بتسعير الكربون في أوروبا والمعهد الأمريكي للحوكمة والتنمية المستدامة، مؤتمراً رفيع المستوى تحت عنوان: “تجاوز العقبات الجديدة في مسيرة الشركات لمكافحة الاحتباس الحراري”. وجمع المؤتمر نخبة من ممثلي المنظمات الدولية والحكومات والصناعة، لمناقشة التحديات الجديدة والحلول العملية على أجندة المناخ العالمية.
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والغموض الاقتصادي، شدد المؤتمر على ضرورة تجديد الالتزام واتخاذ إجراءات سياسية جريئة للحفاظ على زخم العمل المناخي. ورغم التباطؤ الذي شهدته أجندة المناخ في السنوات الأخيرة، اتفق المشاركون على أن القطاع الخاص لا يزال يمضي قدماً، محولاً الطموحات المناخية إلى استثمارات وابتكارات ملموسة.
وقال إدموند ألفانديري، رئيس فريق العمل الأوروبي لتسعير الكربون:
“نحن بحاجة لإعادة سباق السيطرة على المناخ إلى مساره الصحيح. القوى السياسية والمالية تبطئنا، وهذا مقلق بشدة. اتجاهات درجات الحرارة عالمياً مقلقة، وعواقب التقاعس لا يمكن عكسها.”
من جانبه، أعرب شو شيان، نائب الرئيس التنفيذي للمنتدى ونائب رئيس البنك الدولي سابقاً، عن قلقه قائلاً:
“بعد سنوات من التقدم المستقر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تواجه هذه المسيرة اليوم تحديات قد تعيقها أو حتى تعكسها. ورغم ذلك، لا تزال الشركات حول العالم ملتزمة بدورها في حماية الكوكب للأجيال القادمة.”
وأكد دوروود زايلكي، مؤسس ورئيس معهد الحوكمة والتنمية المستدامة، أهمية العلم والتواصل في معالجة أزمة المناخ، قائلاً:
“أزمة المناخ يحكمها ثلاثة عناصر: درجة الحرارة، والزمن، ونقاط التحول. لقد وصلنا بالفعل إلى ارتفاع 1.5 درجة مئوية، والمسار الحالي قد يتجاوز 2 درجة خلال عقد. نقاط التحول غير القابلة للعكس، مثل انهيار التيارات المحيطية في الأطلسي، تتطلب حلولاً فورية ومنسقة.”
وناقش المؤتمر كيف تمضي الشركات قدماً في مشاريع الطاقة المتجددة رغم التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والسياسات.
وقالت مارتا مارتينيز سانشيز، رئيسة قسم التحليل والمشاريع الخاصة في شركة “إيبردرولا”:
“رغم أن الطاقة المتجددة تتقدم، إلا أن تنفيذها على نطاق واسع ما زال مقيداً. نحتاج إلى دعم سياسي أقوى لتوسيع البنية التحتية وتحفيز الطلب، فالعرض وحده لا يكفي. يجب تحفيز سلاسل القيمة الصناعية لدعم صناعات الطاقة الشمسية والرياح والبطاريات.”
وقدّم الدكتور شيه تيان، المدير العام لمركز الإدارة الاستراتيجية في شركة “لونجي”، عرضاً عن حلول الشركة لمواجهة التغير المناخي من خلال الابتكار التكنولوجي والتصنيع الذكي الأخضر. وأوضح أن خلايا HIBC الشمسية أحادية البلورة التي طورتها لونجي بشكل مستقل، والمُختبرة من قبل معهد “هاملن” لأبحاث الطاقة الشمسية في ألمانيا، سجلت كفاءة تحويل بلغت 27.81%، محطّمةً رقماً قياسياً عالمياً جديداً. كما سجّلت خلايا الطاقة الشمسية ثنائية الوجه من السيليكون-البيروفسكايت التي طورتها الشركة كفاءة بلغت 34.85%، بحسب اعتماد المختبر الوطني الأمريكي للطاقة المتجددة (NREL)، وهو رقم قياسي جديد لهذا النوع من الخلايا.
وأشار الدكتور شيه إلى أن قاعدة “لونجي” في مدينة جياشينغ حصلت على اعتماد مزدوج كـ “مصنع منارة” و”مصنع خالٍ من الكربون”، ما أسهم في تقليص تكاليف التصنيع بنسبة 28%، وتقليص زمن الإنتاج بنسبة 84%، وتخفيض استهلاك الطاقة لكل وحدة إنتاج بنسبة 24.6%. وأكد أن هذا المصنع يُجسد ريادة “لونجي” في التحول الرقمي والأخضر في قطاع الطاقة الشمسية، من خلال دمج تقنيات ذكية في التصنيع المتقدم، سعياً لتحقيق الحياد الكربوني. كما طورت الشركة منصة بيانات لإدارة تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG)، ما يتيح التحقق والتحليل الدقيق للمؤشرات المستدامة. وأعرب عن أمله في أن تُسهم تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في تعزيز التحول الأخضر للشركات بشكل أكثر أماناً وكفاءة في المستقبل.
وكشف بول فرانكل، رئيس قسم الطاقة المتجددة في وكالة الطاقة الدولية (IEA)، أن الاستطاعة العالمية المركبة للطاقة المتجددة ستزيد بمقدار 700 جيجاواط خلال عام 2024، وتتصدر الصين هذه الزيادة عالمياً بفضل قدراتها في الطاقة الشمسية. وتتوقع الوكالة أن يرتفع إجمالي الاستطاعة المتجددة المركبة بأكثر من 5500 جيجاواط بين عامي 2024 و2030، لتصبح الطاقة الشمسية القوة المحركة لهذا التحول بفضل انخفاض التكاليف وتسريع الموافقات.
وخَلص المؤتمر إلى رسالة موحدة: التقدم ما زال ممكناً، لكنه يتطلب مسؤولية جماعية من القطاعين العام والخاص، وضرورة توحيد السياسات وتعزيز التعاون العابر للحدود.
عن المنتدى الدولي للمالية (IFF)
منظمة دولية مستقلة غير ربحية، تجمع القادة الماليين من أنحاء العالم لمناقشة التحديات العالمية الأساسية، وتوفر منصة للحوار والتعاون وتبادل الخبرات بين صانعي السياسات وقادة الصناعة والأكاديميين.
عن فريق العمل الأوروبي لتسعير الكربون
يسعى الفريق لتطوير آليات فعالة لتسعير الكربون بهدف تسريع تحول أوروبا نحو اقتصاد منخفض الكربون، ويدعم السياسات التي تعزز الابتكار والتنافسية والتنمية المستدامة.
عن معهد الحوكمة والتنمية المستدامة (IGSD)
يهدف المعهد إلى تحقيق تخفيف سريع لتغير المناخ من أجل إبطاء الاحتباس الحراري على المدى القريب، وتفادي نقاط التحول المناخية الكارثية، والالتزام بحد 1.5 درجة مئوية في ارتفاع درجات الحرارة، أو على الأقل الحد من تجاوزه.
عن شركة LONGi
تأسست شركة “لونجي” عام 2000، وتسعى لتكون الشركة الرائدة عالمياً في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، مركّزة على خلق قيمة مستدامة للعملاء ضمن تحول شامل في مشهد الطاقة. ومن خلال رسالتها: “الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية لبناء عالم أخضر”، ركزت “لونجي” على الابتكار التكنولوجي، وطورت خمس وحدات أعمال تشمل: رقائق السيليكون الأحادي، الخلايا والوحدات، الحلول الشمسية التجارية والصناعية، حلول الطاقة الخضراء، والمعدات الهيدروجينية، دعماً للتحول العالمي نحو انبعاثات صفرية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: نشرة رسمية