أحرزت الطاقات المتجددة تقدماً كبيراً من حيث القدرات المركبة في العام الماضي مع تزايد نموها على مستوى العالم. وشهد عام 2019 تفوقاً لمصادر الطاقة المتجددة على مصادر الطاقة التقليدية، فقد بلغت القدرات المركبة من الطاقة الشمسية والرياح معاً حوالي 67% بينما بلغت القدرات المركبة من الوقود الاحفوري 25%.
سنلخص في هذا المقال بشكل مفصل أبرز ما ورد في تقرير شركة الأبحاث «بلومبيرغ نيف – BloombergNEF» عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية، المحطات العاملة على الفحم، طاقة الرياح، وانبعاثات ثاني اكسيد االكربون في العالم.
الطاقة الشمسية الكهروضوئية
تعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية التقنية الرئيسية لتوليد الكهرباء والتي تم إضافتها في العام الماضي إلى الشبكات الكهربائية في عشرات البلدان بدءاً من أستراليا والهند وإيطاليا وناميبيا وأوروغواي والولايات المتحدة.
ووفقاً للبيانات التي جمعتها شركة الأبحاث «BloombergNEF» لعام 2019، فقد بلغ إجمالي القدرات المركبة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية 118 جيجاواط مما ساعد الطاقة الكهروضوئية على تصدرها لجميع التقنيات الأخرى في شروط البناء الجديد ولتكون أكثر التقنيات انتشاراً في ثلث دول العالم.
وقامت 81 دولة ببناء ما لا يقل عن 1 ميجاواط من الطاقة الشمسية خلال السنة الماضية، وقد بلغت نسبة الطاقة الشمسية 50% من جميع قدرات توليد الطاقة الجديدة التي تم إنشاؤها في جميع أنحاء العالم.
وكما سلط التقرير الضوء على الخطوات الهائلة التي حققتها الطاقة الشمسية خلال عقد من الزمن، حيث ارتفعت القدرة الإجمالية المركبة من الطاقة الشمسية من 43.7 جيجاواط في عام 2010 إلى 651 جيجاواط اعتباراً من نهاية العام 2019.
وبهذا الرقم القياسي للقدرة المركبة تتفوق الطاقة الشمسية على طاقة الرياح التي بلغت 644 جيجاواط، وتصبح رابع أكبر مصدر الطاقة على أساس القدرة المركبة، وذلك بعد كل من الفحم (2089 جيجاواط)، والغاز (1812 جيجاواط)، والطاقة المائية (1160 جيجاواط).
كما تتوقع «BloombergNEF» بأن يستمر سوق الطاقة الشمسية في النمو وذلك تبعاً للانخفاض في تكاليف التجهيزات والمعدات الشمسية، حيث سيتم بناء (140-178) جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة في عام 2022.
إن الانخفاض الحاد في تكاليف معدات الطاقة الشمسية (الألواح التي توضع على أسطح المنازل وفي الحقول)، جعلت هذه التكنولوجيا متاحة على نطاق واسع للمنازل والشركات والشبكات. وإن الأنظمة الكهروضوئية الآن موجودة في كل مكان وهي ظاهرة عالمية.
لويزا ديمورو، محللة «BloombergNEF» والمؤلفة الرئيسية للدراسة
المحطات العاملة على الفحم
شهدت المحطات العاملة على احتراق الفحم انخفاضاً للطاقة الكهربائية المولدة بنسبة 3% وذلك بسبب عمل هذه المحطات بمعدلات متدنية نسبياً. ويعد هذا أول انخفاض تشهده هذه المحطات لتوليد الكهرباء منذ 2014-2015.
أما بالنسبة لمعدل استخدام المحطات التي تعمل على احتراق الفحم فقد انخفض من 57% في عام 2010 إلى 50% في عام 2019. وبالرغم من ذلك فقد ارتفعت الطاقة الكهربائية المولدة بمقدار 9200 تيراواط ساعة في عام 2019 بنسبة 17% عن عام 2018.
ارتفع إجمالي القدرات المركبة لمحطات الفحم خلال العقد الماضي بمقدار 32% لتصل إلى 1تيراواط حتى عام 2019. حيث شهد العالم تركيب 39 جيجاواط خلال عام 2019 لوحده بزيادة كبيرة عن عام 2018 والذي تم بناء 19 جيجاواط خلاله.
قامت العديد من الدول المتقدمة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين باغلاق محطات فحم بقدرة تصل إلى أكثر من 113 جيجاواط، مع محاولة العالم للتخلص التدريجي من الفحم. ولكن إغلاق المحطات في دول العالم المتقدمة قابله إنشاء محطات أخرى في الدول الناشئة بقدرة 691 جيجاواط في ذات الوقت.
تتحرك البلدان الأكثر ثراءً بسرعة نحو التوقف عن تشغيل محطات الفحم القديمة غير الفعالة إلى حد كبير لأنها لا تستطيع التنافس مع مشاريع الغاز أو الطاقة المتجددة الجديدة. ومع ذلك، فإن الدول الأقل تقدماً، لا سيما في جنوب وجنوب شرق آسيا، مازالت تستمر محطات الفحم الجديدة الأكثر كفاءة في العمل بدعم مالي من المقرضين الصينيين واليابانيين.
إيثان زيندلر، رئيس قسم الأمريكتين في «BloombergNEF»
نتائج أخرى
- شكلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكثر من ثلثي القدرة الجديدة المركبة في جميع أنحاء العالم في عام 2019 والتي تقدر ب 265 جيجاواط، وهو ما يمثل أربعة اضعاف القدرة المركبة (للطاقة الشمسية والرياح) خلال عام 2010.
- تركز بناء محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أغلب الأحيان في الدول الأكثر ثراءً خلال النصف الأول من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
- شهدت جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريباً استحواذاً لطاقة الرياح والطاقة الشمسية على غالبية الطاقة الجديدة التي يتم بناؤها سنوياً منذ عام 2011.
- استأثرت طاقة الرياح والطاقة الشمسية غالبية البناء سنوياً منذ عام 2016 في مجموعة الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإضافة إلى تشيلي وكولومبيا والمكسيك وتركيا.
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الطاقة العالمي
ساهم تطور مصادر الطاقة المتجددة وزيادة الاستطاعات المركبة سنوياً في انخفاض الانبعاثات من ثاني أوكسيد الكربون CO2، حيث انخفضت بنسبة 1.5% بين عامي 2018-2019.
وقد شهدت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انخفاضاً للانبعاثات بنسبة 14% و6% على التوالي مساهمين بذلك في تعديل الزيادة لدولة الصين والتي بلغت 37% من إجمالي الانبعاثات لعام 2019.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: BloombergNEF