سولارابيك- أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة- 26 سبتمبر 2025: تستعد مدينة مصدر في أبوظبي لافتتاح “أول مسجد في العالم خالٍ من الانبعاثات”، وهو مشروع معماري مبتكر يجمع بين تقنيات البناء التقليدية باستخدام التربة المدكوكة وأحدث حلول الطاقة الشمسية، ليشكل نموذجًا عالميًا للمساجد المستدامة.
هندسة مستدامة بروح تراثية
تم تصميم المسجد من قبل شركة “أروب” (Arup) متعددة الجنسيات، بالتعاون مع مدينة مصدر، ويقع على بُعد 30 كيلومترًا من وسط أبو ظبي. ويولد المسجد كامل احتياجاته من الطاقة عبر ألواح شمسية مثبتة في الموقع، ويعتمد على التبريد السلبي والتصميم الدائري لتقليل استهلاك الطاقة التشغيلية بنسبة 30% والمياه بأكثر من 50%.
ورغم التحديات الهندسية المرتبطة بتوجيه المسجد نحو مكة، كما يفرض جدار القبلة، نجح فريق التصميم في توظيف عناصر معمارية ذكية مثل المظلات والنوافذ المائلة وفتحات السقف والعزل الحراري، لتحقيق كفاءة طاقية عالية دون المساس بالوظيفة الدينية.
استلهام من التراث الإماراتي
استُوحي المشروع من مسجد البدية التاريخي، أقدم مسجد قائم في الإمارات، حيث استخدمت التربة المدكوكة من محجر محلي لبناء جدار القبلة بعرض 60 مترًا وارتفاع 7 أمتار. وقالت آمنة الزعابي، من فريق إدارة التصميم في مصدر، إن هذا الأسلوب لم يُستخدم من قبل بهذا الحجم في الإمارات، مشيرة إلى أن الواجهة الغربية، الأكثر تعرضًا للشمس، تم تحصينها بطبقتين لتحقيق عزل حراري فعال.
تجربة روحية وتقنية متكاملة
يستوعب المسجد حتى 1300 مصلٍ، ويعتمد على أجهزة استشعار ذكية لضبط الإضاءة والتهوية والتكييف حسب الحاجة، ما يضمن بيئة مريحة وموفرة للطاقة. ويأمل القائمون على المشروع أن يكون نموذجًا يُحتذى به في تصميم المساجد والمنشآت المجتمعية المستقبلية.
توجه معماري جديد في الإمارات
يمثل المسجد جزءًا من توجه أوسع في الإمارات لإعادة تصور الأماكن المقدسة، كما في مسجد “استدامة” الذي افتُتح العام الماضي في مدينة مصدر، وحصل على شهادة LEED البلاتينية. ويتميز باستخدام الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه الرمادية، وتصميم منخفض بين الحدائق لتقليل استهلاك الطاقة.
وقال أحمد العلي، من شركة X Architects المصممة لمسجد استدامة، إن النوافذ السقفية الموزعة بعناية تقلل من استخدام الكهرباء وتخلق تجربة روحية، فيما أشار فريد إسماعيل إلى أن المشروع يجمع بين المبادئ الإسلامية والتكنولوجيا الحديثة، ويشجع العملاء على تبني المعايير الخضراء.
لغة تصميم متجددة
وفي تعليق مستقل، يرى خالد العوضي، الأستاذ المشارك في جامعة خليفة، أن الاستدامة في المساجد تمثل قيمة مضافة، لكن تحسين المباني السكنية يبقى أولوية. وأضاف أن اعتماد حلول تصميمية سلبية مثل الإضاءة الطبيعية والتهوية المتقاطعة يستحق المزيد من الدراسة.
كما يشير إلى أن تصميم المساجد بات أكثر مرونة، حيث تبقى العناصر الأساسية – المئذنة، القبة، والمحراب – هي الثوابت، بينما يمكن إعادة تصور باقي التفاصيل بما يتماشى مع روح العصر.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: CNN