سولارابيك، اسكتلندا – 13 ديسمبر 2025: نجح “المركز الأوروبي للطاقة البحرية” (EMEC) في إنجاز سابقة تقنية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، تمثلت في دمج طاقة المد والجزر، وأنظمة تخزين البطاريات طويلة الأمد، وإنتاج الهيدروجين، ضمن نظام طاقة واحد منسق ومتكامل، وذلك في موقع الأبحاث المعتمد بجزيرة “إيداي” في أرخبيل “أوركني” الاسكتلندي. وجمعت التجربة الحية بين توربين المد والجزر “O2” التابع لشركة “أوربيتال مارين باور”، وبطاريات الفاناديوم التدفقية (Vanadium Redox) من شركة “إنفينيتي إنيرجي سيستمز”، إلى جانب محلل كهربائي (Electrolyzer) باستطاعة 670 كيلوواط من تصنيع شركة “آي تي إم باور”. ويأتي هذا الإنجاز بدعم من الحكومة الاسكتلندية ومؤسسة “هايلاندز آند آيلاندز إنتربرايز”، وضمن مشروع “ITEG” الممول من برنامج “Interreg” لشمال غرب أوروبا ومشروع “FORWARD2030” التابع للاتحاد الأوروبي.
معادلة التوازن الطاقي والتشغيل الموحد
أثبتت التجربة العملية قدرة هذه التقنيات الثلاث -التي اختُبرت سابقاً بشكل مستقل- على العمل كنظام موحد يوازن التقلبات الطبيعية في توليد الطاقة؛ حيث قام التوربين “O2” بشحن نظام البطاريات وتزويد المحلل الكهربائي بالكهرباء مباشرة خلال فترات التوليد العالي، وبالإضافة إلى ذلك، جرى تصدير أي فائض في الطاقة إلى الشبكة الكهربائية لضمان الاستغلال الأمثل للموارد. في حين أنه خلال فترات انخفاض توليد طاقة المد والجزر، تولى نظام بطاريات الفاناديوم مهمة تفريغ الطاقة لتشغيل المحلل الكهربائي، مما ساعد على “تنعيم” (Smooth out) دورات الطاقة الطبيعية وضمان إمداد مستقر لإنتاج الهيدروجين الأخضر عند الطلب، فضلاً عن دعم العمليات في موقع “كالديل” البري التابع للمركز. وأكد غرايم هاريسون، رئيس قسم الطاقة البحرية في مؤسسة “HIE”، أهمية دعم نشر هذه التقنيات المبتكرة التي تضافرت في هذا العرض الرائد.
آفاق الأتمتة وإنتاج الوقود الاصطناعي
كشفت ليونور فان فيلزن، مديرة التشغيل والصيانة في “EMEC”، أن هذا الإنجاز يمثل تتويجاً لسنوات من العمل لدمج هذه التقنيات بسلاسة، مشيرة إلى أن الفريق اختبر سيناريوهات تدفق طاقة متعددة، تضمنت تدابير سلامة إضافية أثبتت فعاليتها، مثل الاستجابة السريعة للتوقف المفاجئ للمحلل الكهربائي (Trip) مما حال دون إغلاق الموقع بالكامل. من ناحية أخرى، أوضح الفريق البحثي أن التجربة رغم تأكيدها لنجاح نظام “3 في 1″، أبرزت الحاجة لمزيد من التحسين في إدارة البطاريات وضوابط المحلل الكهربائي وزيادة الأتمتة. كما أنه، وبحسب تصريحات فيلزن، يفتح هذا النجاح الباب أمام استكشاف طرق استهلاك جديدة (Offtake routes)، مثل استخدام الهيدروجين المتجدد لإنتاج الوقود الاصطناعي، وهو حل عملي لإزالة الكربون من القطاعات الصعبة مثل الطيران والنقل البحري، مما يمهد الطريق لأنظمة طاقة متجددة أكثر مرونة واستجابة لقيود الشبكة المستقبلية.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: emec

