سولارابيك – الرياض، المملكة العربية السعودية – 27 مارس 2021: أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن قرب إطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتان سترسمان توجه السعودية والمنطقة لحماية الارض والطبيعية.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية إعلان المبادرتين المعنيتين بالاهتمام بالبيئة في السعودية بشكل خاص وفي الشرق الأوسط ككل بشكل عام.
سيتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القليلة القادمة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الثاني من العام المقبل.
مبادرة السعودية الخضراء
تتضمن مبادرة السعودية الخضراء عدداً من المبادرات الطموحة، أبرزها زراعة 10 مليار شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، أي ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، والذي يسهم بدوره في زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً.
تمثل المبادرة مساهمة السعودية بأكثر من 4% في تحقيق أهداف المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من الهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
كما ستعمل مبادرة السعودية الخضراء على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ (600) ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز الهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
من المتوقع أن تُشكل مبادرة السعودية الخضراء 4% من الإسهامات العالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات من المرادم إلى 94%.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
أوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه بينما لا يزال هناك الكثير مما يتوجب القيام به إلا أن المملكة مُصممة على إحداث تأثير عالمي دائم.
وانطلاقاً من دورها الريادي ستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط.
وأكد ولي العهد أن المملكة تسعى من خلال الشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في المنطقة، مبيناً أن البرنامج يهدف لزراعة (50 مليار) شجرة وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل (ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع).
ولفت أن هذا المشروع سيعمل على استعادة مساحة تعادل (200 مليون) هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل (5%) من الهدف العالمي لزراعة (1 تريليون) شجرة ويحقق تخفيضاً بنسبة (2.5%) من معدلات الكربون العالمية.
وأضاف ولي العهد أن حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا تتجاوز اليوم 7%، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة، وستعمل المملكة العربية السعودية مع هذه الدول على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات مما يساهم تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60%، مؤكداً أن هذه الجهود المشتركة ستحقق تخفيضاً في الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10% من المساهمات العالمية.
دور السعودية في مكافحة أزمة المناخ وفي مكافحة التحديات البيئية
قامت االسعودية بإعادة هيكلة شاملة لقطاع البيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي في عام 2019، ورفع نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4% إلى ما يزيد عن 14% وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40% خلال الأربع سنوات الماضية، كما تمكنت المملكة من الوصول لأفضل مستوى الانبعاثات الكربونية للدول المنتجة للنفط، وغيرها من المبادرات التي بدأت على أرض الواقع وحققت نتائج إيجابية ملموسة في الوضع البيئي العام.
بصفتنا منتجًاً عالميًاً رائدًاً للنفط ندرك تمامًاً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
أشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى إن السعودية والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة (حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة).
يلعب تلوث الهواء دوراً في تقليص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة (تقديرياً)، ويتم العمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
أهمية المبادرتين
أوضح الأمير أن هاتين المبادرتين تأتيان تعزيزاً للجهود البيئية القائمة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات السابقة وفق لرؤية 2030، بالإضافة لرغبة المملكة الجادّة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر.
كما نوّه الأمير محمد بن سلمان أن هاتين المبادرتين تأتيان انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، الذي نتج عنه إصدار إعلان خاص حول البيئة وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية.
أنا فخور بالإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهذه مجرد البداية، تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي، وبالنظر إلى الوضع الراهن، لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمرًا سهلاً، ولكن تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة، فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة، نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة، نؤمن أن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية، ويطلق شرارة الابتكار، ويخلق الملايين من الوظائف، ويطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل أنظف وأكثر استدامةً، ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك، وبهذا الصدد ستعمل المملكة مع كافة شركائها الدوليين من منظمات ودول لتطوير هاتين المبادرتين وما يندرج ضمنها من مبادرات والجداول الزمنية لتحقيقها.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: وكالة الأنباء السعودية سبا