سولارابيك – الرياض، السعودية – 22 يونيو 2023: دعا أستاذ الطاقة الكهربائية المشارك في جامعة الملك سعود، د. عصام بن عبدالعزيز العمار، إلى إنشاء وكالة دولية تعنى بإدارة قطاع الهيدروجين الذي “سقطت هويته” بين وكالات الطاقة العالمية.
وقال بن عبدالعزيز في مقال له، إن طاقة الهيدروجين “أضحت حديث العالم في وقتنا الحاضر لأنها وقود اليوم والمستقبل. ولا يزال السباق والمنافسة بين دول العالم محموما في بناء قدرات إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر. ويتم إنتاج معظم الهيدروجين حاليا من الوقود الأحفوري، خاصة الغاز الطبيعي أو ما يعرف بالهيدروجين الرمادي الذي يعد الأرخص مقارنة بالهيدروجين الأزرق والأخضر. وتقدر قيمة السوق العالمية لإنتاج الهيدروجين بنحو 160 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 263.5 مليار دولار بحلول 2027، أي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.5”.
وأضاف :” الطلب العالمي على الهيدروجين بحسب البنك المركزي بلغ ما يقدر بنحو 87 مليون طن في 2020، بينما علقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الطلب العالمي على الهيدروجين سيشهد 614 مليون طن بحلول 2050. وتعد الصين أكبر منتج للهيدروجين اليوم بنحو 25 مليون طن متري، أو ما يقرب من ربع الإجمالي العالمي. ويتم إنتاج معظم الحجم الصيني من الوقود الأحفوري، 60 في المائة من الفحم و25 في المائة من الغاز الطبيعي، كمواد وسيطة في المصافي أو المنشآت الكيميائية، كما تعد الصين في الوقت ذاته أكبر مستهلك للهيدروجين في العالم. وذكر البنك المركزي في تقارير لاحقة أن الولايات المتحدة من أكبر مستوردي الهيدروجين في 2021، تليها هولندا وسنغافورة وألمانيا وفرنسا”.
ويرى أستاذ الطاقة الكهربائية أن “ الوكالات الدولية ذات العلاقة بصناعة طاقة الهيدروجين تبدو ذات أهداف متباينة وغير مترابطة، ونعني هنا بأشهر الوكالات الدولية، مثل: الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة. هذه الوكالات تشرف عليها الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وقد يقال إن هذه سمة طبيعية لاختلاف طبيعة عمل كل وكالة، لكن سنرى تداخل الأعمال بين الوكالات الدولية الثلاث، وبالتالي سقطت هوية طاقة الهيدروجين بين وكالات دولية”.
ويضيف:” إذ كل يغني على ليلاه بما في ذلك البنك المركزي وجمعيات “يقال إنها دولية” سواء التنبؤ بالطلب أو حجم سوق الهيدروجين أو سياسات الهيدروجين وتحليلاته واقتصاداته أو التحديات المصاحبة له، بل قد تصل إلى أن تعريف الهيدروجين الأزرق والأخضر ربما يختلف من جهة إلى أخرى، ما يوجد مشكلات قانونية أو سوء فهم في العقود، لذلك نشهد بين الفينة والأخرى تقارير متضاربة عن حال سوق الهيدروجين العالمية”.
ويقول:” دعونا نتعرف من كثب على أهم الوكالات الدولية ذات العلاقة بصناعة الطاقة، فالوكالة الدولية للطاقة هي منظمة دولية تحت مظلة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أسست في 1974 ويقع مقرها في باريس، وتعمل في مجال البحث وتطوير وتسويق تقنية الطاقة واستخداماتها، وتقدم توصيات بشأن السياسات وتحليلات وبيانات عن قطاع الطاقة العالمي بأكمله. أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهي منظمة مستقلة غير حكومية مقرها في مدينة فيينا في النمسا، وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، وأسست في 1957 بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والحد من التسلح النووي، وتقوم بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقيق في الدول التي لديها منشآت نووية”.
أما الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، بحسب الكاتب “هي منظمة دولية في مدينة أبوظبي لتشجيع اعتماد الطاقة المتجددة على نطاق العالم وتشكلت في 2009، وهي مراقب رسمي للأمم المتحدة. وتهدف إلى تسهيل نقل التقنية والطاقة المتجددة، وتوفير الخبرة للتطبيقات والسياسات. وعلى الرغم مما قيل آنفا، فإن نتيجة تداخل أهداف الوكالات المذكورة وغيرها أدى إلى عدم وضوح صورة صناعة طاقة الهيدروجين. من هنا تأتي مبادرة المقال في إنشاء وكالة دولية لطاقة الهيدروجين، وتهدف إلى البحث والتطوير وتسهيل نقل التقنية وتبيان أهم التطبيقات والسياسات لطاقة الهيدروجين، وتقديم توصيات بشأن التحليلات والبيانات، بما في ذلك التقارير الدورية والتعاريف الضرورية. وقد تكون الوكالة قاعدة متينة للتدريب والتطوير في مجال طاقة الهيدروجين ووجهة جاذبة للجامعات ودور البحث العالمية، وهذا من شأنه تسهيل تنفيذ عديد من المشاريع الحيوية، وإيجاد سوق صحية تكون أكثر انفتاحا ورواجا وفتح باب الاستثمار وجذب رؤوس الأموال. وقد نسمع جدلا أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة قد تكون مكانا ملائما لطاقة الهيدروجين بحكم أنها طاقة متجددة، لكنها لم توفق في تقديم توقعات وحال سوق طاقة الهيدروجين، إضافة إلى أن آلية عمل طاقة الهيدروجين وسوقه وسياساته وتطبيقاته تختلف تماما عن بقية أنواع الطاقات المتجددة، مثل الشمسية والرياح”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم يومًا مشمسًا..
المصدر: العربية