سولارابيك – أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 6 أكتوبر 2023: شهد الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك” 2023“، بمشاركة قادة القطاع وصناع السياسات والمبتكرين من أنحاء العالم، نقاشات ثريّة عن القضايا الأساسية المرتبطة بتعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية.
وتُشكل مخرجات النسخة التاسعة والثلاثين من معرض ومؤتمر “أديبك” تحت شعار “خفض الانبعاثات أسرع معاً“، مرجعاً لأهم الرؤى والابتكارات المرتبطة بقضايا الطاقة والمناخ والجهود الدولية الرامية لخفض الانبعاثات، بعد أن احتضن الملتقى عدداً من المؤتمرات والجلسات التفاعلية الزاخرة بالأفكار والنقاشات الجادة، مع استعراض الفرص وتبادل الرؤى بين المختصين حول مستقبل صناعة الطاقة، بمشاركة أكثر من 160 ألف مشارك وزائر من 160 دولة حول العالم (مع 40 وزيراً و120 قيادياً ومسؤولاً تنفيذياً بالقطاع)، يعملون معاً من أجل إزالة الكربون من قطاع الطاقة في الوقت الحاضر وعقد الشراكات لبناء نظام طاقة قادر على تلبية احتياجات المستقبل.
- أديبك هو منصة دولية تعمل على توحيد الصناعة لتسريع الإجراءات العاجلة والجماعية والمسؤولة لإزالة الكربون بشكل أسرع وتأمين نظام الطاقة للمستقبل.
- استضافته أدنوك تحت شعار “إزالة الكربون أسرع معًا”.. ويبني المؤتمر على إرثه الذي يمتد لأربعة عقود تقريباً كمنصة شاملة، تعمل على تسهيل الحوار عبر النظام البيئي للطاقة، وتعزيز الشراكات بين القطاعات وإلهام الحلول التي تدفع نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر أماناً.
- وبينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للترحيب بالقادة العالميين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في نوفمبر 2023، انعقد “أديبك” ليكون بمثابة منصة شاملة لمحادثات متنوعة عبر قطاع الطاقة مع دفع الاستثمار في الطاقات النظيفة للمستقبل.
- تضمن البرنامج مؤتمرات ومعارض شاملة للاستجابة للتحديات والاحتياجات التي تواجهها سلسلة قيمة الطاقة. واستضاف أكثر من 1600 متحدث، بما في ذلك الوزراء الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وصانعي السياسات وخبراء الطاقة والمبتكرين.. و350 جلسة حول الإجراءات اللازمة للنهوض بعالم منخفض الكربون وعالي النمو.
إزالة الكربون أسرع معاً
وفي الوقت الذي تشهد فيه أسواق الطاقة تغيرات ملموسة، مدفوعة بتطور اتجاهات الاقتصاد الجزئي والكلي، وبما يؤدي إلى تحويل الطريقة التي تعمل بها الشركات وإنشاء مسارات جديدة تدفع نحو الابتكار والاستدامة، كان ذلك محوراً رئيسياً ضمن فعاليات ومناقشات “أديبك 2023″، لا سيما مع انعقاد مؤتمر المناخ COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أقل من شهرين من أديبك.
شكلت المنافشات في هذا الإطار منتدى حاسماً لسلسلة قيمة الطاقة بأكملها لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً حول أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها واستدامتها.
ووفرت رؤى استراتيجية وفنية حول الاتجاهات الرئيسية التي تشكل مستقبل الطاقة، بما في ذلك تحديات وفرص تحول الطاقة، والعوامل الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق الطاقة، وأطر التمويل والشراكة الجديدة وآخر التطورات التقنية.
وبينما يتكيف العالم مع التغيرات الواسعة على عديد من الجبهات المتباينة، بدءاً من الصراع الجيوسياسي وحتى التصدي لتحدي المناخ، وبما يسلط الضوء على الكيفية التي ستشكل بها الأحداث الخارجية عملية تحول الطاقة وإعادة تشكيلها، فإن الكثافة الجماعية للقضايا التي كان على صناعة الطاقة مواجهتها على مدى الأشهر الـ 12 الماضية أجبرتها على التفكير بشكل مختلف حول كيفية الوصول إلى مصادر طاقة آمنة وبأسعار معقولة ومستدامة.
فقد صاغت أنماطاً جديدة لتجارة الطاقة، وشراكات تجارية وتكنولوجية، وطرحت أفكار مبتكرة وبعيدة المدى، وحفزت الاستثمار في مصادر الطاقة المنخفضة الكربون ونشر حلول التكنولوجيا المناخية.
وبالتالي فإن ظهور نظام الطاقة الجديد والمتطور هذا سيختبر مرونة الشركات المنخرطة في تحول أساسي لإزالة الكربون من عملياتها القديمة، مع تطوير حلول وخدمات منخفضة الكربون وصديقة للبيئة.
وستكون التقنيات والقدرات الرقمية في صميم تحقيق هذا التغيير الاستراتيجي في العمليات. ومن هنا تأتي الحاجة إلى جذب القوى العاملة المطلوبة والاحتفاظ بها وتدريبها لتنفيذ التغيير الفعال، وجميعها قضايا كانت حاضرة على الطاولة ضمن المناقشات.
وسيكون مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لحظة محورية في تحول الطاقة. كما سيوفر منصة للمشاركة في المناقشات والحلول المناخية لجميع أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة.
وفي هذا السياق، فعلى مدار أربعة أيام من المناقشات المستنيرة وتبادل المعرفة والأفكار وممارسة الأعمال، عمل أديبك 2023 على حشد التجارب والخبرات والموارد الخاصة بصناعة الطاقة المسؤولة لمواجهة التحدي المتمثل في دفع التقدم الاقتصادي المستدام مع كبح الانبعاثات.
كما عمل المؤتمر على ربط السياسات والأفراد والتكنولوجيا ورأس المال لتسريع المرحلة التالية من تحول الطاقة؛ مع جمع أصحاب المصلحة المتنوعين في صناعة الطاقة في منتدى من شأنه تسريع إجراءات الصناعة لإزالة الكربون بشكل أسرع ومقاوم للمستقبل عاجلاً وإنشاء نظام الطاقة للمستقبل اليوم.
ومن أبرز المحاور التي تمت مناقشتها في هذا السياق:
- تحويل نظام الطاقة العالمي لخلق أمن أفضل للطاقة.
- إزالة الكربون على مستوى العالم وانتقال الطاقة.. ودور صناعة الطاقة في خارطة الطريق المناخية.
- تعبئة التمويل والاستثمار من أجل مستقبل آمن للطاقة.
- خلق مشاركة وتعاون بين القطاعات الصناعية.. تطوير سلسلة قيمة خالية من الكربون.
- التصنيع الناشئ والبالغ الأهمية لحلول وتقنيات الطاقة الجديدة.
- تحول مشهد المواهب.. جذب الأشخاص المناسبين لضمان استمرار النجاح أثناء تحول الطاقة وما بعده.
مستقبل قطاع الطاقة
وفي هذا السياق، لخصت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، والرئيس المعيَن لمؤتمر الأطراف “COP28″، القضايا الرئيسية التي تشكل مستقبل قطاع الطاقة. وقد شدد على أهمية “تسريع تحقيق انتقال عادل ومنظَّم ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة بالتزامن مع خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية”، بوصف ذلك أولوية رئيسية في خطة عمل رئاسة COP28 للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وحث الجابر قطاع النفط والغاز إلى دعم النمو والتقدم والعمل المناخي الفعال من خلال تعزيز جهود خفض الانبعاثات. وتابع قائلا: “ندعو شركات النفط والغاز والطاقة والصناعات الثقيلة للمشاركة في العمل المناخي، لأنها تمتلك القدرة على إدارة المشاريع الكبيرة، ولديها المعرفة والخبرات الهندسية، والتكنولوجيا، ورأس المال اللازم، ونشجعها على استغلال فرصة COP28 كمنصة انطلاق لإثبات أنها جزء أساسي من الحل”.
وأفاد خلال كلمته الافتتاحية في النسخة التاسعة والثلاثين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، بأن أكثر من 20 شركة نفط وغاز عالمية أبدت استعدادها لوضع هدف للوصول لصافي صفر انبعاثات بحلول أو قبل 2050.
وقال الجابر، إن العالم بحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43 بالمئة على الأقل بحلول 2030 لتفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض عن مستوى 1.5 درجة مئوية.
كما شدد الدكتور سلطان الجابر على ضرورة العمل الجماعي لتجاوز العقبات التي تعوق استخدام الهيدروجين على نطاق تجاري وتوسيع نطاق تطبيق تقنيات التقاط الكربون.
الهيدروجين
كما حظي ملف “الهيدروجين” على زخم واسع خلال أعمال “أديبك 2023″، إذ يتمتع بالقدرة على أن يكون أداة محورية في تحقيق صافي انبعاثات عالمية صفرية بحلول العام 2050. واستكمالاً للطاقة المتجددة والوقود الحيوي وغيرها من التقنيات الناشئة والحالية، يمكن للهيدروجين أن يلعب دوراً مهماً في إزالة الكربون من الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة بما في ذلك الصلب والبتروكيماويات والأسمدة، التنقل الثقيل، والشحن البحري، والطيران، وتوليد الطاقة المرنة.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، يمكن أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 18 بالمئة من التخفيضات السنوية في الانبعاثات في جميع أنحاء العالم.
ويتزايد زخم الهيدروجين منخفض الكربون بسرعة مع مجموعة واسعة من المشاريع. وبالتالي فإن تطوير مراكز الطلب على الهيدروجين في المجالات الرئيسية، بما في ذلك التطبيقات الصناعية والنقل وتخزين الطاقة وتوليد الطاقة، أمر ضروري لمزيد من النمو واعتماد الهيدروجين كمسرع للانتقال إلى نظام طاقة منخفض الكربون.
واستجابة لهذه الفرص والتحديات، جمع مؤتمر أديبك الاستراتيجي للهيدروجين القادة الأكثر تأثيراً في النظام البيئي للطاقة لمناقشة دور الهيدروجين في الاقتصادات العالمية، وأحدث الإنجازات التكنولوجية، والاستراتيجيات القريبة والطويلة الأجل، والإجراءات المطلوبة. لتوسيع نطاق اقتصاديات الهيدروجين في المستقبل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة …
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: سكاي نيوز