سولارابيك–الإمارات العربية المتحدة–2 ديسمبر 2023: قال تقرير نشره موقع “تي آر تي” التركي، أن مؤتمر المناخ كوب 28 الذي تحتضنه “مدينة إكسبو دبي” في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو الأكثر أهمية بعد مؤتمر باريس للمناخ، بسبب النجاح بحشد التمويل المناخي الكبير.
وبحسب التقرير، فإن الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف كوب 28 تأتي في ختام عامٍ أصبح من المؤكد أنه سيكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق، إذ وصلت فيه درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وشهد كثيراً من الأحداث المناخية الشديدة المدمرة الناجمة عن تغير المناخ.
اندلعت خلال العام حرائق الغابات، وسادت الفيضانات وموجات الحر في عديد من بلدان العالم، إضافةً إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي عرقلت نمو أسواق الطاقة، التي تمثلت في التضخم السريع وعدم الاستقرار العالمي مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب إسرائيل على غزة.
سد فجوة التمويل المناخي
ومن المتوقع إحداث طفرة في التمويل المناخي خلال مؤتمر المناخ الذي بدأ أعماله بإنجاز تاريخي مع الإعلان عن تنفيذ صندوق “الخسائر والأضرار” لتعويض الدول الأكثر تأثراً بتداعيات تغير المناخ، وإسهام الإمارات بتمويله بمبلغ 100 مليون دولار، ويعتبر هذا الصندوق أحد مكاسب مؤتمر المناخ “كوب 27” في مصر العام الماضي.
وأعلن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي التي تنعقد في نطاق المؤتمر، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، وقد صُمِّم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويهدف إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.بدوره، أعلن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف “كوب 28″، في افتتاح القمة عن إسهام بلاده بمبلغ 200 مليون دولار لصالح صندوق النقد الدولي، بهدف دعم مواجهة التغير المناخي في الدول ذات الدخل المنخفض.
وأشار الجابر، في لقاء مع فرانس برس قبل أيام من بدء المؤتمر، إلى تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم إسهام كبير تعويضاً عن الخسائر والأضرار، وإلى تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول مبلغ 100 مليار دولار، وهو الهدف الذي لم يكتمل بعد، ويتعلق بتقديم الدول الغنية مساعدات مالية.
مؤتمر مناخي على أرض نفطية
أثار تعيين سلطان الجابر، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” رئيساً لمؤتمر المناخ، واستضافة الإمارات هذا المؤتمر، جدلاً واسعاً ومخاوف لدى الناشطين من تضارب مصالح الدولة النفطية مع الأهداف العالمية للحد من الوقود الأحفوري المسؤول عن انبعاث غازات الدفيئة المسبِّبة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعتبر الإمارات ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 3.5 مليون برميل يوميّاً في الظروف الطبيعية، وسادس أكبر مصدِّر للنفط ومشتقاته، إضافة إلى ما تملكه من احتياطي كبير من النفط والغاز الطبيعي.
لكن دولة الإمارات، وضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 تستهدف مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، ورفع إسهام الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتَجة في الدولة إلى 50%، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة، الأمر الذي يرسل برسائل إيجابية إلى أطراف المؤتمر، خصوصاً مع التوصل إلى اتفاقيات تمويل تسهم في تعميم خطط الانتقال الطاقي على الدول منخفضة الدخل.
“كوب 28″: أهمية خاصة وطموح عالمي
تكتسب الدورة الحالية من مؤتمر الأطراف المُقام في دولة الإمارات أهمية خاصة، إذ تتضمن الحصيلة العالمية الأولى، التي تقوم الدول بموجبها بتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس ورسم مسار العمل نحو ذلك، ومراجعة المجالات التي فشلت هذه الدول في تحقيقها.
كما سيناقش المؤتمر قضايا رئيسية تتعلق باتخاذ إجراءات صارمة لخفض انبعاثات غاز الميثان (ثاني أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري)، وسدّ الفجوة في تمويل العمل المناخي، وتسريع الخطى نحو وقف استخدام الوقود الأحفوري.
وتتجه الأنظار خلال “كوب 28” نحو الانتقال الطاقي الحاسم من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، وكانت الأطراف المشاركة في مؤتمر غلاسكو “كوب 26” عام 2021، قد اتفقت على خفض حصة استهلاك الفحم، لكن الطموحات هذا العام تتجه إلى صياغة مماثلة تخص النفط والغاز.
من المقرر أيضاً مناقشة التزامات الدول مضاعفة اعتمادها على الطاقة المتجددة ثلاث مرات مع حلول عام 2030، وهو الأمر الذي دعمته كل من الصين والولايات المتحدة قبل أسبوعين من انطلاق مؤتمر المناخ، إضافةً إلى توافق البلدين على عقد قمة حول غاز الميثان ضماناً لنجاح المؤتمر.
وتُركز نسخة هذا العام من مؤتمر الأطراف -للمرة الأولى- على النظم الغذائية العالمية ودورها في تغير المناخ وانبعاثات غازات الدفيئة، وكذلك تداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي وإنتاج الغذاء بسبب الجفاف.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: موقع تي آر تي