سولارابيك –أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة–26 يناير 2024: يصادف في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، كل عام، الاحتفال باليوم الدولي للطاقة النظيفة.
بحسب إعلان بالغ الأهمية أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس 2023، يهدف الاحتفال إلى تسليط الضوء على أهمية الطاقة النظيفة في مواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
ويصادف اليوم الدولي للطاقة النظيفة ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، والذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة بعد أن تم رفع المقترح بشكل مشترك من قبل دولة الإمارات وبنما.
واليوم الدولي للطاقة النظيفة بمثابة تذكير عالمي سنوي للطاقة النظيفة قوي بالالتزام بالانتقال نحو مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة، بما يعود بالنفع على البشر وكوكبنا الثمين، كما يعد رمزاً لأهمية هذه القضية البيئية الحيوية.
ويسلط هذا اليوم الضوء على دور الطاقة النظيفة في مكافحة تغير المناخ من خلال تحفيز التعاون الدولي ووضع أهداف طموحة. وعلينا جميعاً العمل سوياً على تعزيز اعتماد مثل هذه المصادر من أجل مستقبل أفضل وأنظف للأجيال القادمة.
وتشمل الطاقة النظيفة مصادر مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الجيوحرارية الأرضية والكتلة الحيوية، والتي تتميز ببصمة كربونية أقل بكثير
مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، مما يجعلها ضرورية لمكافحة تغير المناخ، والحد من تلوث الهواء، وضمان إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة كما تساهم في دعم التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.
مزايا الطاقة النظيفة وفيرة، ومنها خفض انبعاثات الكربون، وتعزيز أمن الطاقة، وخلق فرص العمل، والتنمية المستدامة، وتحسين الصحة العامة، والابتكار التكنولوجي. إنه مربح للجانبين للبيئة والمجتمع. ويمكن إجمال بعض الفوائد الرئيسية للطاقة النظيفة فيما يلي:
تخفيض انبعاثات الكربون:
تسهم الطاقة النظيفة في خفض انبعاثات الكربون، مما يساعد في الحد من تغير المناخ وحماية البيئة.
تعزيز الأمن الطاقي:
تساهم الطاقة النظيفة في تعزيز الأمن الطاقي، حيث إنها لا تعتمد على الوقود الأحفوري الذي قد يكون عرضة للاضطرابات السياسية أو الطبيعية.
خلق فرص العمل:
يوفر قطاع الطاقة النظيفة فرص عمل جديدة في مجالات التصنيع والتركيب والتشغيل والصيانة.
تحسين الصحة العامة:
تساعد الطاقة النظيفة في تحسين الصحة العامة، حيث أنها تقلل من تلوث الهواء الذي يمكن أن يسبب أمراض القلب والجهاز التنفسي.
الابتكار التكنولوجي:
تؤدي الطاقة النظيفة إلى تطوير تقنيات جديدة في مجال الطاقة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة للطاقة النظيفة، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل:
ارتفاع تكاليف الاستثمار:
تتطلب مشاريع الطاقة النظيفة استثمارات أولية كبيرة، مما قد يحد من انتشارها.
الحاجة إلى البنية التحتية: تتطلب مشاريع الطاقة النظيفة تطوير البنية التحتية اللازمة لتوزيعها، مثل شبكات الكهرباء وخطوط النقل.
الحاجة إلى التوعية:
هناك حاجة إلى زيادة الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وفوائدها، مما يساعد على تشجيع المستهلكين والشركات على استخدامها.
ولكن على الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك اتجاهًا عالميًا متزايدًا نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
الوضع الراهن في الدول العربية:
في السنوات الأخيرة، شهدت دول الشرق الأوسط اتجاهًا متزايدًا نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، حيث تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع الحيوي، وتسعى إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
على سبيل المثال، أطلقت الحكومة العديد من المبادرات والمشاريع في مجال الطاقة النظيفة، وخلال عام 2023، أطلقت الإمارات العديد من المبادرات والمشاريع في مجال الطاقة النظيفة، من أبرزها:
تدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 جيجاواط وتعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
تدشين أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.
وخلال استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، والذي شهد اعتماد «اتفاق الإمارات» التاريخي للمناخ، أعلنت الإمارات عن مبادرة تمويل بقيمة 16.5 مليار درهم لتعزيز قدرات عدد من دول القارة الأفريقية في مجال الطاقة النظيفة.
وهذه المبادرات والمشاريع تؤكد التزام الإمارات بقيادة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتحقيق التنمية المستدامة.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن خططها للاستثمار في الطاقة النظيفة بقيمة 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي مصر، أطلقت الحكومة مبادرة “الطاقة المتجددة في كل بيت”، والتي تهدف إلى تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على المنازل والمباني.
تشير هذه المبادرات والمشاريع إلى أن دول الشرق الأوسط ملتزمة بالتحول نحو الطاقة النظيفة. فهذا التحول مهم لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة. ويمكن لدول الشرق الأوسط أن تلعب دورًا مهمًا في الجهود العالمية للتحول نحو الطاقة النظيفة، فهذه الدول تتمتع بموارد طبيعية هائلة يمكن أن تستغلها في توليد الطاقة النظيفة.
الاحتفال باليوم الدولي للطاقة النظيفة
في الإمارات العربية المتحدة، أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية حملة توعية بعنوان “الطاقة النظيفة خيارنا للمستقبل”، والتي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وفوائدها. كما أعلنت الوزارة عن إطلاق مشروع جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.
في المملكة العربية السعودية، نظمت شركة أرامكو السعودية معرضًا حول الطاقة النظيفة، والذي تضمن عرضًا لأحدث التقنيات في مجال الطاقة المتجددة. كما أعلنت الشركة عن خططها للاستثمار في الطاقة النظيفة بقيمة 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
في مصر، أطلقت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مبادرة “الطاقة المتجددة في كل بيت”، والتي تهدف إلى تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على المنازل والمباني. كما أعلنت الوزارة عن خططها لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 42% بحلول عام 2035.
وعلى يبدو أن هناك اتجاهًا متزايدًا في دول الشرق الأوسط نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
ويمكن لدول المنطقة أن تحتفل باليوم العالمي للطاقة النظيفة بطرق متنوعة، بما في ذلك:
تنظيم الفعاليات والأنشطة التوعوية:
تنظم العديد من المنظمات الحكومية والخاصة في الشرق الأوسط فعاليات وأنشطة توعوية حول أهمية الطاقة النظيفة وفوائدها، مثل المعارض والمؤتمرات والندوات.
إطلاق المبادرات والمشاريع الجديدة:
تطلق العديد من الحكومات والشركات في الشرق الأوسط مبادرات ومشاريع جديدة في مجال الطاقة النظيفة، مثل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
تعزيز التعاون الدولي:
تعمل العديد من الدول في الشرق الأوسط على تعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة، مثل المشاركة في الاتفاقيات الدولية والمشاريع الإقليمية ويعد التعاون الدولي أمرًا أساسيًا تلعب فيه منظمات مثل الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) دورًا محوريًا.
ولا يمكننا المبالغة في التأكيد على مدى إلحاح أزمة المناخ لدينا والحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية، ولكن في المقابل يؤكد اليوم الدولي للطاقة النظيفة على الدور الحاسم للطاقة النظيفة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز المستقبل المستدام للأجيال القادمة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: OZONE