سولارابيك – صنعاء، اليمن – 13 أكتوبر: انطلقت أمس، برعاية كريمة من الأستاذ أحمد غالب الرهوي، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور محمد حسن المداني، نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، مبادرةٌ طموحةٌ لتزويد مركز القلب بمستشفى الكويت التعليمي في صنعاء بمنظومة طاقة بديلة متكاملة، بتمويل سخي من وحدة التدخلات المركزية الطارئة. وقد شملت المبادرة تركيبَ ألواحٍ شمسيةٍ بقدرة 300 كيلووات، ونظامَ تخزينٍ متطورٍ يعمل ببطاريات ليثيوم بقدرة 430 كيلووات، بتكلفةٍ إجماليةٍ بلغت 198,610,000 ريال يمني.
وفي مستهلّ التدشين، قام رئيس الوزراء والوفد المرافق له، والذي ضمّ نخبةً من القيادات الحكومية والطبية، بجولةٍ تفقديةٍ في أرجاء مركز القلب، استمعوا خلالها إلى شرحٍ وافٍ من المختصين حول طبيعة عمل كل قسمٍ ووظائفه. وقد أشاد الرهوي بالمستوى الطبي المتقدم الذي يقدمه المركز، منوهاً بأنه يُعدّ المركزَ الوحيدَ والنموذجيَ على مستوى الجمهورية اليمنية في مجال طب القلب. وأكد على أهمية توسيع نطاق خدماته، وتزويده بأحدث التقنيات في مجال الطاقة الكهربائية، وهو ما تجسّد في هذا الإنجاز البارز الذي حققته وحدة التدخلات المركزية الطارئة، بتوفيرها الإضاءة والكهرباء للمركز بقدرة 450 وات، معتبراً ذلك خطوةً هامةً في مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها اليمن، والتي تصبّ في خدمة أبناء الشعب وتحقيق رفاهيتهم.
وأوضح الرهوي أن العلاج في مركز القلب يُقدّم مجاناً لجميع المواطنين، مُغنياً إياهم عن عناء السفر وتكاليف العلاج الباهظة في الخارج. كما أبدى اعتزازه بالشراكة الأكاديمية التي تربط المركز بالجامعات المصرية العريقة، والتي تُتيح للكوادر الطبية اليمنية الحصولَ على شهاداتٍ عالميةٍ معترفٍ بها. وشدّد على ضرورة دعم الأطباء والمختصين الذين بذلوا جهوداً مضنيةً، وتجاوزوا صعوباتٍ جمةً للوصول بهذا المركز إلى هذا المستوى المتميز.
من جهته، أكد محمد حسن المداني، نائب رئيس الوزراء، أن الحكومة تُولي اهتماماً كبيراً لتوفير مصادر طاقةٍ رخيصةٍ وصديقةٍ للبيئة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن 52 مشروعاً في مجال الطاقة المتجددة، مُنتشرةً في مختلف أنحاء اليمن. وأضاف أن التركيز ينصبّ على المناطق الأكثر احتياجاً، بتكلفةٍ إجماليةٍ تصل إلى نحو 4 مليارات ريال، وقد تم إنجاز 40 مشروعاً حتى الآن، فيما لا يزال 12 مشروعاً قيد التنفيذ. وأكد المداني على مُضيّ الحكومة قُدُماً في هذه السياسة الرامية إلى تحقيق هدف الطاقة النظيفة والمتجددة في جميع أنحاء البلاد.
وأشار المهندس شهاب الشامي، المدير التنفيذي لوحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة، إلى أن هذا المشروع يُعدّ جزءاً من برنامج تعزيز استدامة الطاقة وتقليل تكلفتها، الذي تنفذه الوحدة بالتعاون مع وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية. وأضاف أن من أبرز احتياجات مركز القلب والقسطرة في مستشفى الكويت الجامعي كانت الحاجة الملحّة إلى توفير نظام طاقة شمسية مستقرّ مُزوّد بنظام تخزين (بطاريات ليثيوم)، لضمان تقديم الخدمات الصحية اللازمة في معالجة مرضى القلب وإجراء عمليات القسطرة بشكل عاجل، حيث لا يحتمل الوضع أيّ تأخيرٍ قد يُؤدّي إلى مُضاعفاتٍ وصعوباتٍ عِدّة، مما استدعى التدخّل العاجل والطارئ من قِبَل وحدة التدخلات لتوفير هذا النظام الحيوي.
وأعرب كلٌّ من الدكتور أكرم الحاج، مدير مستشفى الكويت التعليمي، والدكتور محمد علي الحوثي، مدير مركز القلب، عن عميق شكرهما وتقديرهما للقيادة الثورية والسياسية على الدعم الكبير الذي يُقدّمونه للمستشفى وللمركز، مُثمنين الجهود المبذولة في تطويرهما وتحديثهما. واستعرضا النجاحات المُتلاحقة التي حققها المركز، حيث بدأ بأربعة أسرّةٍ فقط، ووصل اليوم إلى مركزين مُجهّزين بخمس غرف عنايةٍ مركّزة، وبسعةٍ سريريةٍ تصل إلى 52 سريراً، بالإضافة إلى وحدةٍ تشخيصيةٍ مُتكاملة.
كما أشارا إلى أن المركز يضمّ أقسام قسطرةٍ مُتطوّرة، مُزوّدةً بأحدث مُعدّات القسطرة التي قدّمتها وحدة التدخلات الطارئة، مُؤكّدين على أهمية اعتماد المركز كمركزٍ تدريبيٍّ على مستوى الشرق الأوسط في زمالة القلب، مما يجعله المركز الوحيد في اليمن الذي يحظى بهذا الاعتماد المرموق. وأكّدا أن الدفعة الثانية من الطلاب قد تم تسجيلها وقبولها، وهم الآن يُشغّلون وحدات المركز تحت إشراف نُخبةٍ من خبراء القلب.
واختتم الحاج والحوثي حديثهما مُؤكّدَين على أهمية هذه الإنجازات في تعزيز قدرات المركز وتحسين خدماته الصحية للمرضى في اليمن، مُساهمين بذلك في تخفيف معاناتهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم على أعلى مستوى.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
المصدر: الثورة