سولارابيك، الجزائر- 23 أبريل 2025: استقبل كاتب الدولة الجزائري المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، يوم أمس، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج بالمفوضية الأوروبية، ستيفانو سانيينو، في لقاء محوري بمقر وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة بالجزائر العاصمة. هدف الاجتماع، الذي حضره سفير الاتحاد الأوروبي لدى الجزائر وإطارات من الوزارة وممثلو المفوضية، إلى بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، وذلك ضمن إطار الحوار الطاقوي المنتظم بين الجانبين.
تقييم التعاون القائم وتحديد مجالات التركيز
شكل اللقاء فرصة لتقييم مدى التقدم المحرز في مسار التعاون الثنائي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وناقش الطرفان بشكل معمق مجالات تطوير مشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، وبحثا سبل دعم جهود الانتقال الطاقوي في الجزائر وتعزيز الفعالية الطاقوية. أكد المجتمعون على أهمية تبني تكنولوجيات نظيفة وتقنيات حديثة ومستدامة لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة، مما يعكس التزامهما المشترك بمستقبل طاقوي أكثر استدامة.
مشاريع طموحة لربط القارتين وتعزيز الاستثمار الأخضر
تبادل الطرفان وجهات النظر حول مشاريع طموحة قيد التطوير تهدف إلى تعزيز الربط الطاقوي بين الجزائر وأوروبا. يأتي في طليعة هذه المشاريع مشروع الربط الكهربائي “ميدلينك”، ومشروع الممر الجنوبي للهيدروجين “ساوث اتش 2 كوريدور” الذي يستهدف تصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر عبر إيطاليا وألمانيا والنمسا للوصول إلى السوق الأوروبية. يهدف هذان المشروعان إلى ضمان أمن الإمدادات الطاقوية والمساهمة بفعالية في تحقيق التحول الأخضر المنشود في الفضاء الأورو-متوسطي. كما تطرق الاجتماع أيضاً للمبادرات الإقليمية الرامية لدعم الاستثمار الأخضر والانتقال الطاقوي في بلدان حوض المتوسط، من خلال مشاريع تشجع الابتكار وتيسر ولوج المؤسسات الناشئة والصغيرة إلى منظومة الطاقات المتجددة، وتدعم التكوين وتطوير الموارد البشرية وتوطين صناعة المعدات والمكونات الطاقوية، مع التركيز بشكل خاص على نقل التكنولوجيا والخبرات الأوروبية المتقدمة في هذا المجال.
البرامج الوطنية وآفاق التعاون المستقبلي تشمل المعادن النادرة
قدم السيد ياسع خلال اللقاء لمحة شاملة حول البرامج الوطنية الطموحة التي تنفذها الجزائر لتطوير قطاع الطاقات المتجددة. واستعرض التقدم الملحوظ الذي تم إحرازه في إطار التعاون الثلاثي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وألمانيا، مشيراً بشكل خاص إلى مشروع “طاقتي+” الذي يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الاستراتيجي المشترك ويعكس الإرادة السياسية القوية لدى الشركاء لتطوير شراكة طويلة الأمد ومستدامة في مجال الطاقة النظيفة. كما فتح الاجتماع الباب أمام بحث إمكانيات توسيع نطاق التعاون ليشمل قطاع الموارد المعدنية النادرة، التي تعتبر عنصراً حيوياً في تطوير تقنيات الطاقة المتجددة وتخزينها، مع استكشاف سبل تشجيع وجذب الاستثمارات الأوروبية في هذا المجال الواعد. من جهته، عبر السيد سانيينو عن ارتياحه العميق للتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر بوصفها “شريكاً موثوقاً واستراتيجياً” في المنطقة. وأكد المسؤول الأوروبي على استعداد الاتحاد الأوروبي التام لمواصلة الحوار البناء وتعزيز أواصر التعاون في مجالات جديدة ومتكاملة ضمن قطاع الطاقة، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين ويدعم أهداف التنمية المستدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: horizons
image credit: canva