سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة– 20 أبريل 2025: كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوكلاند وجامعة شيامن أن السيارات الكهربائية قد لا تكون دائمًا الخيار الأكثر استدامة، خاصة في الدول التي يعتمد توليد الكهرباء فيها بشكل كبير على الوقود الأحفوري مثل الفحم أو النفط أو الغاز.
ووفقًا للبحث، فإن شحن المركبات الكهربائية باستخدام شبكات كهرباء غير نظيفة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية بدلًا من الحد منها، مما يُقوض الفوائد البيئية لهذه التقنية.
وخلصت الدراسة، التي حللت بيانات من 26 دولة على مدى 15 عاما، إلى أنه إذا كانت شبكة الكهرباء في دولة ما تعتمد في المقام الأول على الوقود الأحفوري، فإن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن شحن المركبات الكهربائية يمكن أن تكون في الواقع أكثر ضررا بالمناخ من استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين.
النتيجة الرئيسية للدراسة هي أن المركبات الكهربائية لا تبدأ بخفض الانبعاثات بشكل ملحوظ إلا عندما يأتي ما يقرب من نصف كهرباء الدولة من مصادر متجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية. ويبلغ المتوسط العالمي حاليًا حوالي 30%.
في البلدان ذات الانبعاثات العالية من توليد الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري، قد يؤدي تزايد مبيعات المركبات الكهربائية، على نحو متناقض، إلى زيادة البصمة الكربونية الإجمالية. فالأثر البيئي المُشترك لإنتاج البطاريات وشحن المركبات الكهربائية من شبكات الكهرباء التي تعمل بالفحم أو الغاز له تأثير تراكمي يُقوّض الفوائد المناخية المُحتملة.
قال البروفيسور ستيفن بوليتي، أحد المشاركين في الدراسة: “المركبات الكهربائية ليست حلاً شاملاً. فبدون التقدم المتزامن نحو الطاقة المتجددة، ستظل مزاياها البيئية محدودة”.
ومع ذلك، هناك بعض الأخبار الإيجابية. ففي البلدان التي ترتفع فيها نسبة الطاقة النظيفة، مثل نيوزيلندا (حيث يأتي أكثر من 80% من الكهرباء من مصادر متجددة)، تُحسّن المركبات الكهربائية الوضع بشكل ملحوظ. ولكن على الصعيد العالمي، لم تواكب البنية التحتية للطاقة النمو السريع لأسطول المركبات التي تعمل بالبطاريات. في عام 2022، بِيعَ أكثر من 10 ملايين مركبة كهربائية حول العالم، مما يُبرز الحاجة الملحة إلى تكييف البنية التحتية.
تؤكد الدراسة على أنه لجعل النقل مستدامًا حقًا، من الضروري ليس فقط تشجيع شراء المركبات الكهربائية، بل أيضًا تسريع إصلاح قطاع الطاقة. ويشمل ذلك زيادة حصة الطاقة الخضراء في الشبكة، وتطوير حلول تخزين الطاقة، وتحديث شبكة الكهرباء، وتبني التخطيط الحضري الذكي. وبدون هذه الخطوات، قد يؤدي ارتفاع الطلب على الكهرباء إلى تفاقم الاعتماد على مصادر الطاقة غير النظيفة، مما يُفاقم الوضع المناخي.
يدعو هذا البحث إلى اتباع نهج أكثر شمولية للاستدامة، مع الأخذ في الاعتبار أن الأثر البيئي للمركبات الكهربائية يعتمد على منظومة الطاقة التي تعمل فيها. قد لا يعتمد مستقبل النقل على المركبات الكهربائية وحدها، بل على تضافر الجهود للانتقال إلى أنظمة طاقة أنظف وأكثر كفاءة عالميًا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: AzerNews