سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة – 24 يونيو 2025: يُبشِّر تقرير جديد بتحول جذري في مستقبل الطاقة الأفريقية، مؤكدًا أن القارة السمراء لا تستطيع فقط تمويل تحولها الكامل إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100%، بل ستحقق وفرًا هائلًا يُقدّر بتريليونات الدولارات بحلول عام 2050. وهو ما كشفه بحث مشترك لـ”باور شيفت أفريكا” ومعهد مستقبل مستدام بجامعة سيدني للتكنولوجيا (ISF-UTS)، وشركاء آخرين.
يشير التقرير إلى أن بناء نظام طاقة متجدد بالكامل سيكلف حوالي 7.3 تريليون دولار على مدى 30 عامًا. ومع ذلك، ستوفر أفريقيا ما يقارب 8.3 تريليون دولار من الوقود خلال الفترة نفسها، أي ما يعادل 150 مليار دولار سنويًا. هذا التوفير يفوق بكثير الاستثمار الإضافي المطلوب مقارنة بالاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يغطي التكاليف بالكامل وربما يزيد عليها بحلول عام 2050.
فرصة “القفزة الكبرى”
لا يزال أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا يفتقرون إلى كهرباء موثوقة، ويعيش ما يقرب من نصف السكان بعيدًا عن الشبكة. يرى الخبراء في هذا الضعف فرصةً ذهبيةً لأفريقيا “للقفز” مباشرةً إلى مصادر الطاقة المتجددة، متجنبةً بذلك الأصول المتقادمة للوقود الأحفوري. يوفر نظام الطاقة المتجددة الموزع “أسرع وأرخص” طريق للوصول الشامل للطاقة، مما يمنح القارة الموثوقية التي تتمتع بها الاقتصادات المتقدمة.
لتحقيق هذا الهدف الطموح، ستحتاج أفريقيا إلى استغلال 1% فقط من إمكاناتها الهائلة في الطاقة المتجددة، خصوصًا الطاقة الشمسية والرياح، على أقل من 1% من مساحة أراضيها. هذا سيمكن القارة من تثبيت 3500 جيجاوات من الطاقة بحلول عام 2050، بما يتماشى مع هدف المناخ العالمي المتمثل في 1.5 درجة مئوية.
فوائد اقتصادية واجتماعية
يُشدد التقرير على أهمية النهج اللامركزي لتزويد المناطق الريفية بالكهرباء، مع التركيز على شبكات كهربائية صغيرة مستقلة يمكن توسيعها بسرعة. هذه الشبكات، التي يمكن أن تملكها الأسر والمزارعون والتعاونيات والمستشفيات، ستمنع الاحتكارات ويمكن ربطها لاحقًا لبناء شبكة مرنة.
بالإضافة إلى التوفيرات المالية المقدرة بـ 3 إلى 5 تريليونات دولار بحلول عام 2050، سيخلق التحول الكامل للطاقة المتجددة 2.2 مليون وظيفة إضافية مقارنة بالاعتماد على الوقود الأحفوري، مع دعم التصنيع المحلي وتعزيز القواعد الضريبية.
تحديات وعقبات
يدعو المؤلفون إلى التعاون بين جميع البلدان الأفريقية لكسر الاعتماد على الوقود الأحفوري وبناء أسواق طاقة إقليمية. ومع ذلك، يحذر التقرير من أن “المصالح القديمة” تحاول عرقلة هذا التحول، وتُروّج للتوسع في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك مشاريع الغاز، باعتباره “حقًا في التنمية”، وهو ما يصفه التقرير بأنه “وعد كاذب”.
ويُعدّ التقرير نماذج لتحولات الطاقة المتجددة بنسبة 100% في ستة بلدان أفريقية (كينيا، ملاوي، رواندا، السنغال، تنزانيا، تونس) كدراسات حالة. ومع ذلك، يواجه هذا التحول عقبات كبيرة تتطلب تأمين التمويل الضخم، والتغلب على مقاومة أصحاب المصالح الخاصة، ومعالجة المخاطر الجيوسياسية والأمنية، وبناء المهارات والقدرات.
وفي هذا السياق، تطالب فاطمة حسين، نائبة مدير مؤسسة باور شيفت أفريكا، بضرورة مراجعة وإلغاء عبء الديون غير المستدامة التي تتحملها القارة، والتي غالبًا ما تكون نتيجة لإقراض غير عادل. وتؤكد: “الأمر لا يتعلق بالطاقة النظيفة فحسب؛ بل يتعلق بتحويل مستقبل أفريقيا واستعادة قوتنا وازدهارنا الاقتصادي ومواردنا وسرديتنا”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: The Energy Mix