سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة- 22 يونيو 2025: كشفت بيانات جديدة صادرة عن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن ارتفاع ملحوظ في حدة الظواهر الجوية مثل الفيضانات والجفاف خلال السنوات الخمس الأخيرة. ووفقًا للدراسة، فإن هذه الأحداث أصبحت أكثر تكرارًا واستمرارية وشدة، حيث سجّل العام الماضي ضعف متوسط الظواهر المسجّل بين عامي 2003 و2020.
وأفاد الباحثون بأن تلك الأرقام المفاجئة – التي تمّ رصدها بواسطة القمر الصناعي “غريس” – تشير إلى تغير مناخي متسارع، مع أن وتيرة الظواهر المتطرفة تتجاوز سرعة ارتفاع درجات الحرارة العالمية. رغم أن العلاقة السببية لم تُثبت بعد، فإن المؤشرات ترجّح بشدة تأثير الاحترار العالمي.
وفيما لم تخضع البيانات لمراجعة الأقران بعد، أشار الدكتور بايلينغ لي من مركز جودارد بجامعة ماريلاند، إلى الحاجة لمزيد من الوقت والبيانات لتأكيد الاتجاه. لكنه عبّر عن القلق المتزايد من تصاعد وتيرة الأحداث المتطرفة، وهو ما أكده زميله الدكتور ماثيو رودل واصفًا الوضع بأنه “مخيف بلا شك”.
وتعود أصول هذه الدراسة إلى سلسلة بيانات زمنية نُشرت لأول مرة في مجلة “نيتشر ووتر” عام 2023، حيث استخدم الفريق البحثي نموذجًا رياضيًا لحساب شدة الأحداث المناخية من حيث المساحة المتضررة، والمدة، ومستوى الرطوبة أو الجفاف.
وأظهرت الدراسة ارتباطًا وثيقًا بين شدة هذه الظواهر وارتفاع درجة حرارة الأرض، أكثر من ارتباطها بعوامل مثل ظاهرة النينيو أو التيارات المحيطية. ويؤكد ذلك أن استمرار الاحترار سيؤدي إلى جفاف وفيضانات أكثر حدة وتواترًا وامتدادًا.
في المقابل، حذرت جهات بحثية وصناعية، منها “غلوبال ووتر إنتليجنس”، من أن شركات المياه غير مستعدة لهذا التغير المناخي السريع، داعية إلى استثمارات عاجلة. وقال كريستوفر جاسون، رئيس المنظمة: “نحن في خط النار إما مع فائض المياه أو شحّها… أو كليهما”.
وأكد خبراء بريطانيون، مثل البروفيسور ريتشارد بيتس، أن ما كان يُتوقع منذ سنوات أصبح واقعًا. فالعالم غير مهيأ لمواجهة التغير المفاجئ في أنماط الأمطار والجفاف، والمجتمعات تبني أنماط حياتها على مناخات لم تعد موجودة. أما دراسة حديثة أجرتها منظمة “ووتر إيد” الخيرية، فقد نبّهت إلى أن تقلبات الطقس بين الفيضانات والجفاف تهدد حياة الملايين حول العالم.
وخلصت الجمعية الملكية للأرصاد الجوية إلى أن التحولات السريعة بين الأحوال الجوية تؤدي إلى أضرار أكبر من كل ظاهرة بمفردها، لما تسببه من صدمة للزراعة والبنى التحتية والصحة والتنوع البيولوجي.
كما حذّر باحثون من “مركز تيندال” البريطاني من ظواهر يطلق عليها “السوط الهيدروليماتيكي”، التي تتمثل في الانتقال السريع بين حالات جفاف شديدة وأمطار غزيرة، في نمط بات يتكرر أكثر من السابق.
أما المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فقد توقعت بنسبة 80٪ أن يكون أحد الأعوام الخمسة المقبلة هو الأعلى حرارة على الإطلاق، متجاوزًا عام 2024. ويعني ذلك استمرار تصاعد درجات الحرارة العالمية، وزيادة المخاطر المناخية على المجتمعات والاقتصادات ومسارات التنمية.
كما أشارت الدراسة إلى مخاوف في قطاع التأمين، حيث يُهدد عدم القدرة على التنبؤ بالظواهر الجوية المتطرفة نماذج التسعير التقليدية، ما قد يُفضي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: The Guardian