سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة- 4 يوليو 2024: أظهر تقرير عن مؤسسة “إمبر” (EMBER) البحثية، تحولاً جذرياً في مشهد الطاقة العالمي، حيث أصبحت مجموعة “البريكس” (BRICS) في طليعة الثورة الخضراء، لا سيما في مجال الطاقة الشمسية. فمع انضمام ثلاث من أكبر خمس دول منتجة للطاقة الشمسية في العالم إلى المجموعة في عام 2024، باتت “البريكس” تمثل أكثر من نصف إجمالي توليد الطاقة الشمسية العالمي، لتُرسل رسالة واضحة بأنها لم تعد على هامش التحول نحو الطاقة النظيفة، بل تقوده بقوة.
الصين والهند والبرازيل
في عام 2024، واصلت الصين ترسيخ مكانتها كقائد عالمي بلا منازع في توليد الطاقة الشمسية، حيث أنتجت 834 تيراواط ساعة من الكهرباء الشمسية، وهو ما يتجاوز ثلاثة أضعاف إنتاج الولايات المتحدة التي جاءت في المرتبة الثانية بـ 303 تيراواط ساعة.
ولم تكن الهند أقل إبهاراً، حيث ضاعفت إنتاجها من الطاقة الشمسية أربع مرات خلال خمس سنوات فقط، لتصل إلى 133 تيراواط ساعة في عام 2024، متجاوزة بذلك إجمالي الطلب السنوي على الكهرباء في الفلبين.
المفاجأة الكبرى جاءت من البرازيل، التي حققت قفزة نوعية مذهلة لتقتحم قائمة أكبر خمس دول في توليد الطاقة الشمسية عالمياً، حيث أنتجت 75 تيراواط ساعة في عام 2024، متفوقة بذلك على ألمانيا. الجدير بالذكر أن البرازيل كانت في المرتبة الرابعة عشرة عالمياً قبل خمس سنوات فقط في عام 2019.
كما عززت كل من جنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة، عضوتي “البريكس” الجديدتين، حضورهما العالمي في هذا المجال، باحتلالهما المركزين السادس عشر والثامن عشر على التوالي ضمن أفضل 20 دولة عالمياً.
نمو قياسي في عام 2025
تُشير التوقعات إلى استمرار النمو القوي في توليد الطاقة الشمسية خلال عام 2025، حيث ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية في الدول الخمس الأعضاء الأصليين في “البريكس” بنسبة 39% بين يناير وأبريل 2025، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، مدفوعاً بشكل أساسي بالصين والهند والبرازيل.
وفي هذا الصدد، أضافت الصين 98 تيراواط ساعة خلال الفترة من يناير إلى أبريل 2025، بزيادة قدرها 42% على أساس سنوي، وهو ما يعادل إجمالي الطلب على الكهرباء في إيطاليا خلال نفس الفترة. وقد تجاوز توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصين 25% من إجمالي الكهرباء المنتجة في شهر واحد لأول مرة في أبريل 2025.
وسجلت البرازيل والهند أيضاً نمواً ملحوظاً، حيث ارتفع توليد الطاقة الشمسية بنسبة 35% (+7.9 تيراواط ساعة) و 32% (+14.1 تيراواط ساعة) على التوالي خلال الفترة المذكورة.
الطاقة الشمسية تتصدر نمو الكهرباء بـ “البريكس”
في عام 2024، شكلت الطاقة الشمسية 36% من الزيادة في توليد الكهرباء في جميع الدول الأعضاء في “البريكس”، بفضل التوسع السريع في البنية التحتية للطاقة الشمسية في الصين والهند والبرازيل. وتمثل هذه النسبة قفزة هائلة مقارنة بالفترات السابقة، حيث ساهمت الطاقة الشمسية بنسبة 14% فقط من نمو توليد الكهرباء بين عامي 2014 و2023.
وقد بلغت مساهمة جميع مصادر الطاقة النظيفة مجتمعة (الشمسية، والرياح، والكهرومائية، والنووية) 70% من الزيادة في توليد الكهرباء في عام 2024، مما يؤكد التحول الكبير نحو الطاقة النظيفة. ففي العقد الذي سبق ذلك (2004-2013)، لم تساهم المصادر النظيفة إلا بنسبة 25% فقط من الزيادة في توليد الكهرباء.
وتبرز الصين كنموذج يحتذى به، حيث ساهمت الطاقة الشمسية وحدها بنسبة 41% من الزيادة في توليد الكهرباء في عام 2024، فيما شكلت جميع المصادر النظيفة مجتمعة 82% من هذه الزيادة.
الطاقة الشمسية تدفع الوقود الأحفوري إلى التراجع في الصين
تُظهر البيانات الحديثة أن الصين تلبي، بل تتجاوز، نمو الطلب على الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة النظيفة. فخلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، زاد توليد الطاقة الشمسية بمقدار 120 تيراواط ساعة، وهو ما يلبي 86% من الزيادة في الطلب. وقد أدى هذا، إلى جانب النمو الكبير في طاقة الرياح ومصادر نظيفة أخرى، إلى انخفاض توليد الطاقة الأحفورية بنسبة 2.6% خلال الفترة من يناير إلى مايو 2024.
فرصة ذهبية لجميع أعضاء “البريكس“
على الرغم من التوجه العام نحو الكهرباء النظيفة، لا تزال مسارات الدول الأعضاء في “البريكس” متباينة. ففي إندونيسيا، على سبيل المثال، تم تلبية أكثر من ثلاثة أرباع الزيادة في توليد الكهرباء بين عامي 2014 و2023 من مصادر الطاقة الأحفورية. وفي مصر، لا يزال الغاز المصدر الرئيسي لتلبية الطلب الجديد على الكهرباء.
ومع ذلك، فإن التحولات في اقتصادات الطاقة النظيفة سريعة ومبشرة. فقد أظهر تقرير حديث أن الطاقة الشمسية، عند دمجها مع البطاريات، أصبحت ممكنة وتنافسية من حيث التكلفة في دول مثل جنوب أفريقيا. وسيُعزز الانخفاض المستمر في أسعار وحدات الطاقة الشمسية والبطاريات من أهمية الطاقة الشمسية في جميع دول “البريكس”.
وتُثبت الصين والبرازيل والهند بالفعل أن التنمية الاقتصادية ونمو الكهرباء النظيفة يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب، حيث برزت الطاقة الشمسية كمحرك رئيسي للتحول الكهربائي.
وبدأت الإمارات العربية المتحدة أيضاً في نشر الطاقة الشمسية على نطاق واسع. ومع الإمكانات الشمسية الممتازة التي تتمتع بها جميع الدول الأعضاء في “البريكس”، فإن الفرصة سانحة الآن للاستفادة من هذه الطاقة الواعدة لتعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: EMBER