سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة- 18 يوليو 2025: أصدر باحثون من ثلاث جامعات مرموقة – دورهام، وأكسفورد، وتورنتو – ورقة بحثية حديثة تقدم دليلًا علميًا لاستكشاف رواسب الهيدروجين الجوفية، وتقول إن احتياطيات الكوكب من الهيدروجين الطبيعي، نظريًا، تكفي لتلبية احتياجات الطاقة العالمية لسنوات طويلة. بل إن تكرار هذا الرقم قد يُعد ضربًا من المبالغة، وفقًا لما ورد في دراسة “تراكم موارد الهيدروجين الطبيعي في القشرة القارية” المنشورة في مجلة Nature Reviews Earth & Environment (بالنتين وآخرون).
ورغم أن مدى دقة هذه التقديرات لا يزال محل نقاش، فإن الأرقام المثيرة للاهتمام كفيلة بجذب انتباه المستثمرين والجهات الفاعلة في قطاع الطاقة.
تدفق الاستثمارات
في الوقت الذي تتزايد فيه الاهتمامات العلمية، يشهد قطاع الهيدروجين الطبيعي تدفقًا متزايدًا في الاستثمارات، وإن لم تكن بالضرورة من شركات النفط الكبرى. فشركة فورتسكيو، وهي شركة تعدين أسترالية بارزة، استحوذت على حصة كبيرة في شركة أسترالية تعمل في مجال الحفر في الغرب الأوسط الأمريكي، ومن المتوقع أن تكشف الآبار هناك عن نتائج مهمة خلال الصيف.
وفي خطوة لافتة، استثمرت ثلاث شركات يابانية عملاقة – تويوتا، وميتسوبيشي، وإينيوس إكسبلورا (شركة نفطية) – في شركة أسترالية تمتلك آفاقًا واعدة في مجال الهيدروجين، مع ترجيحات ببدء الحفر في أواخر العام الحالي.
أما في فرنسا، فقد تم الإعلان عن اكتشاف يُوصف بأنه أكبر حقل للهيدروجين الطبيعي في العالم، ما دفع الحكومة إلى إصدار تصاريح لعدة شركات، من بينها شركة تابعة لـ”إنجي“، عملاق المرافق الفرنسي. ويُتوقع أن يُعطي هذا النشاط دفعة قوية للقطاع.
الهيدروجين الأخضر في مأزق
يأتي هذا الزخم في وقت حساس بالنسبة للهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج باستخدام الطاقة المتجددة، لكنه يظل مكلفًا من حيث التصنيع والبنية التحتية. المنشآت الضخمة التي تسعى بعض الإدارات السياسية إلى تقليصها، مثل إدارة ترامب سابقًا، تعتمد على دعم حكومي كبير لتبقى قيد التشغيل.
في المقابل، قد يُتاح الهيدروجين الطبيعي بسعر تنافسي دون الحاجة إلى دعم مالي، مما يطرح سؤالًا جوهريًا: لماذا ندفع أكثر مقابل نفس الوقود إذا كان بالإمكان الحصول عليه مباشرة من باطن الأرض؟
هذا التحول المحتمل يُقلل الحاجة إلى المعدات المعقدة لتصنيع الهيدروجين، لكنه يفتح الباب أمام تحديات جديدة، أبرزها البنية التحتية: كيف سيتم نقل الهيدروجين؟ وبأي شكل؟ لكن هذه الأسئلة قد تُؤجّل إلى حين تحديد مواقع الرواسب ومدى انتشارها.
ترقبوا التطورات..
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الهيدروجين الطبيعي قد يكون الحدث الأبرز في مستقبل الطاقة، مع احتمالات واعدة لتغيير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة العالمي، لذا ترقبوا التطورات.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Oil Price