سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة- 6 يوليو 2024: رغم الانتقادات الموجهة للطاقة المتجددة والتقلبات السريعة في السياسات الدولية، تشهد وتيرة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة تسارعًا ملحوظًا. وبينما كان التقدم في إزالة الكربون خلال السنوات الماضية بطيئًا ومتقطعًا، بدأت الدول أخيرًا في بناء أنظمة طاقة أكثر استدامة مع اقتراب أهداف عام 2030.
يشير تقرير “مؤشر التحول في الطاقة” للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025، الصادر في يونيو/حزيران، إلى تحسنٍ ملموس في عدالة الطاقة واستدامتها. ويُعزى ذلك إلى انخفاض أسعار الطاقة، وإصلاحات الدعم، وتراجع كثافة الطاقة والانبعاثات، وزيادة حصة الطاقة النظيفة. وارتفعت درجات المؤشر بنسبة 1.1% هذا العام، وهو ما يفوق بمرتين متوسط التحسن في السنوات الثلاث السابقة.
ورغم استمرار تفوق الدول الغنية في معدلات إزالة الكربون، فإن الاقتصادات النامية حققت أكبر قفزات في الترتيب، خاصةً في أوروبا وآسيا، مما يعكس تغيّرًا في المشهد العالمي للطاقة.
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن مصادر الطاقة المتجددة في طريقها لتلبية نحو نصف الطلب العالمي على الكهرباء بحلول نهاية هذا العقد، بفضل التوسع القياسي في الطاقة الشمسية عالميًا. وتشير التقديرات إلى أن الزيادة المتوقعة في القدرة الإنتاجية بحلول عام 2030، والتي تبلغ نحو 5500 جيجاواط، تُعادل تقريبًا إجمالي الطاقة الحالية في الصين والاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة مجتمعة.
علّق المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، قائلًا: “تشهد الطاقة المتجددة نموًا يفوق قدرة الحكومات على تحديد أهدافها”، مرجعًا ذلك ليس فقط لجهود تقليص الانبعاثات وتعزيز أمن الطاقة، بل لأن الطاقة المتجددة باتت الخيار الأرخص لتوسيع إنتاج الكهرباء في معظم دول العالم.
ومع ذلك، أُجريت حسابات الوكالة بناءً على افتراض استمرار السياسات الداعمة واستقرار الاقتصادات حتى نهاية عام 2024، لكن عام 2025 حمل تحولات سياسية سريعة، لاسيما في واشنطن. فقد أعلنت الإدارة الأمريكية الحالية نيتها تقليص دعم الطاقة النظيفة والعودة إلى الوقود الأحفوري، ما قد يؤثر على تقدم مشاريع الطاقة في الدول النامية. في المقابل، تستعد الصين لتوسيع نفوذها في مجال الطاقة، عبر سد هذه الفجوات الاستراتيجية.
ويُثير عدم اليقين الجيوسياسي تحديات إضافية للأسواق العالمية، حيث تُنذر التوترات السياسية وتعطل سلاسل التوريد وارتفاع التكاليف بإبطاء مسار التحول الطاقي. وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن هذه العوامل قد تعرقل التقدم نحو أنظمة طاقة أكثر استدامة.
على الرغم من ضخ أكثر من تريليوني دولار في الطاقة النظيفة خلال عام 2024، وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، لا تزال الانبعاثات في تصاعد وأمن الطاقة يعاني من هشاشة واضحة. هذا يؤكد أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة يحتاج إلى سياسات أكثر استقرارًا، وتمويل أشمل، وتعاون دولي أوسع لتحقيق الأهداف المنشودة قبل نهاية العقد.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Oil Price