سولارابيك، الأردن- 9 يوليو 2025: سجّل الأردن قفزة نوعية في قطاع الطاقة المتجددة، لترتفع مساهمتها في توليد الكهرباء من نسبة متواضعة لم تتجاوز 2% في عام 2012 إلى ما يقارب 30% في الوقت الراهن، مدفوعًا بميزة نسبية فريدة تتمثل في معدلات الإشعاع الشمسي العالية. وأكد خبير الطاقة الدكتور أيوب أبو دية، في حديث له، أن هذا التطور مكّن المملكة من إنتاج الكهرباء بكلفة هي الأدنى على الإطلاق مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى، حيث وصلت تكلفة إنتاج الكيلوواط\ساعة من الطاقة الشمسية إلى أقل من قرشين. ويطمح الأردن إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في وصول مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.
مكاسب استراتيجية تتجاوز التوفير المالي
تتجاوز فوائد التوسع في استخدام الطاقة المتجددة مجرد خفض الفاتورة النفطية وتقليص الاعتماد على الاستيراد، لتشمل أبعادًا صحية واقتصادية بالغة الأهمية. وأوضح أبو دية أن الاعتماد على الطاقة النظيفة يسهم مباشرة في تحسين صحة المواطنين عبر الحد من التلوث والانبعاثات الضارة، ويعزز في الوقت ذاته الأمن الطاقي للمملكة وصولًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بشكل تدريجي. وقد انعكس هذا التوجه على وعي المواطن الأردني الذي أصبح يدرك جدوى الاستثمار في أنظمة الطاقة الشمسية، خاصةً للأسر والمؤسسات ذات الاستهلاك المرتفع للكهرباء، ما يجعل الجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع أكثر وضوحًا.
تحديات تنظيمية وحاجة ملحة للتخزين
يواجه قطاع الطاقة المتجددة في الأردن تحديات جوهرية قد تبطئ من وتيرة نموه، يأتي على رأسها غياب الاستقرار في السياسات والتشريعات المنظمة للقطاع، الأمر الذي يؤثر سلبًا على قدرة المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وضمان استدامة المشاريع القائمة. وبيّن أبو دية ضرورة تعزيز حلول التخزين الكهربائي للتعامل مع الفائض في الإنتاج، واقترح أهمية الربط الكهربائي مع أسواق دول الجوار مثل العراق ولبنان وسوريا لتصدير هذا الفائض. ودعا إلى دعم الحكومات للمشتركين ذوي الاستهلاك المنخفض، لما له من منفعة متبادلة على الاقتصاد الوطني والمواطنين، مع مواصلة التوسع في محطات الطاقة الشمسية والريحية لخلق فرص عمل وتحقيق تنمية مستدامة وعادلة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: عمان نت