سولارابيك، المغرب- 12 يوليو 2025: يجري المغرب محادثات متقدمة مع تحالف إماراتي يضم ثلاث شركات طاقة رائدة هي “مصدر”، و”أميا باور”، و”طاقة”، لإطلاق استثمارات ضخمة قد تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار في قطاع طاقة الرياح. تستهدف هذه الاستثمارات، إقامة سلسلة من المشاريع العملاقة في الصحراء المغربية، في خطوة تعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للطاقة المتجددة وتعمق الشراكة الاستراتيجية مع رؤوس الأموال الخليجية الباحثة عن فرص نمو عالمية.
تفاصيل فنية وطموحات استراتيجية
تتمحور المشاريع المقترحة حول توليد استطاعة كهربائية إجمالية تصل إلى 5,000 ميجاواط، وهو ما يدعم بقوة الهدف الاستراتيجي للمغرب المتمثل في إنتاج 52% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030. وتبرز منطقة الصحراء كموقع مثالي لهذه الاستثمارات نظرًا لخصائصها الفريدة، حيث يبلغ متوسط سرعة الرياح فيها 8.4 أمتار في الثانية، وتتميز بكثافتها السكانية المنخفضة، مما يحد من النزاعات الاجتماعية والبيئية المحتملة المتعلقة باستخدامات الأراضي. وتُعد طاقة الرياح ركيزة أساسية في مزيج الطاقة المغربي، خصوصًا في مناطق الساحل الأطلسي وطنجة التي تسجل سرعات رياح تتراوح بين 7.5 و11 مترًا في الثانية. وتهدف المبادرة إلى جانب إنتاج الطاقة النظيفة إلى تحفيز الاقتصاد المحلي عبر خلق آلاف الوظائف وتوطين الصناعات من خلال زيادة الطلب على المكونات والخدمات المحلية في سلسلة توريد الطاقة.
بنية تحتية متكاملة وسيادة طاقوية
يعكس هذا التوجه الاستثماري اهتمامًا إماراتيًا متناميًا بقطاع الطاقة النظيفة المغربي الذي شهد قفزة نوعية، حيث أضافت المملكة 470 ميجاواط من طاقة الرياح في عام 2024 وحده، لترتفع الاستطاعة الإجمالية إلى 2.368 جيجاواط، ولتقفز حصة طاقة الرياح في مزيج الطاقة الوطني إلى 21.23%. وتدعم وزارة الانتقال الطاقي المغربية هذا المسار بخطة لتركيب 2.6 جيجاواط إضافية بحلول عام 2027 باستثمارات تتجاوز 36 مليار درهم (حوالي 3.6 مليار دولار)، ضمن استراتيجية شاملة لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز السيادة الطاقوية. وتجسد هذا التعاون بتوقيع تحالف مغربي-إماراتي في مايو 2025 اتفاقيات بقيمة 14 مليار دولار تشمل الطاقة وتحلية المياه، أبرزها مشروع لمد خط نقل كهربائي بطول 1,400 كيلومتر لنقل 1,200 ميجاوات من طاقة الرياح الصحراوية إلى قلب المغرب الاقتصادي في الدار البيضاء.
مشاريع نوعية تعزز الريادة
تتواصل وتيرة المشاريع النوعية على الأرض، حيث عقدت مجموعة “إينا” المغربية شراكة مع “أميا باور” في يونيو الماضي لتطوير مزرعة رياح بقدرة 100 ميجاوات في مدينة العيون، على أن يبدأ تشييدها أواخر 2025 وتشغيلها بحلول 2027، ومن المتوقع أن تخفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 330,000 طن سنويًا. تُكرّس هذه الموجة الاستثمارية المتلاحقة موقع المغرب كرائد قاري في تحول الطاقة، وتؤكد تحول أقاليمه الجنوبية إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات النظيفة، مما يرسم ملامح مستقبل واعد للطاقة المتجددة في المنطقة..
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Africa Energy Portal