سولارابيك، الصين- 6 يوليو 2025: كشفت شركة “هواوي” (Huawei) الصينية العملاقة عن تسجيل براءة اختراع لبطارية سيارات كهربائية من الحالة الصلبة، تعد بإحداث ثورة في عالم النقل المستدام، حيث تزعم الشركة أن تقنيتها الجديدة قادرة على تزويد المركبات بمدى قيادة يصل إلى 1800 ميل (نحو 3000 كيلومتر)، مع إمكانية شحنها من 10% إلى 80% في أقل من خمس دقائق. وتضع هذه المواصفات الخارقة، التي لا تزال في طورها النظري، هواوي في قلب المنافسة العالمية لتطوير الجيل القادم من البطاريات، وتطرح تساؤلات جدية حول مستقبل تقنيات تخزين الطاقة الحالية.
أسرار التقنية الحديثة.. كبريتيد مُطعم بالنيتروجين
يُفصِّل طلب براءة الاختراع الذي تقدمت به هواوي تصميمًا مبتكرًا يعتمد على كهرليتات الكبريتيد الصلبة، وهي مادة تُعرف بناقليتها الفائقة، لكنها باهظة الثمن لدرجة تفوق تكلفتها أحيانًا سعر الذهب. وتكمن براعة التقنية في استخدام أسلوب “التطعيم أو ما يسمى بالإشابة” (Doping)، حيث يتم إدخال ذرات من النيتروجين إلى تركيبة كهرليتات الكبريتيد، بهدف رئيسي هو تقليل التفاعلات الكيميائية الجانبية غير المرغوب فيها والتي تحدث عند السطح البيني لقطب الليثيوم، وهي إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه استقرار وأمان بطاريات الحالة الصلبة. وتقدم البطارية الجديدة كثافة طاقة تتراوح بين 180 و 225 واط-ساعة لكل رطل، ما يعادل ضعف كثافة بطاريات الليثيوم-أيون المستخدمة في معظم السيارات الكهربائية اليوم بمرتين إلى ثلاث مرات. ورغم الكشف عن هذه التفاصيل، لا تزال الشركة تتحفظ على الجوانب الأخرى لتقنيتها في ظل احتدام السباق العالمي نحو الإنتاج التجاري الآمن لهذه البطاريات.
هيمنة صينية في سباق عالمي محتدم
تدخل هواوي بهذا الإعلان حلبة المنافسة التي تضم عمالقة صناعة السيارات والتكنولوجيا مثل “بي إم دبليو” (BMW)، “مرسيدس-بنز” (Mercedes-Benz)، “فولكس فاجن” (Volkswagen)، و”بي واي دي” (BYD)، مؤكدةً على الاهتمام المتزايد للشركات التقنية بالمكونات الأولية في سلسلة توريد البطاريات. ويعزز هذا التطور الهيمنة الصينية على سوق السيارات الكهربائية وتقنيات بطارياتها، حيث تتطلع البلاد لتكون من أوائل من يطرح بطاريات الحالة الصلبة تجاريًا. وفي هذا السياق، تخطط شركة “كاتل” (CATL) الصينية الرائدة لبدء إنتاج تجريبي لبطارية هجينة من الحالة الصلبة بحلول عام 2027. ومع ذلك، ينظر الخبراء بحذر إلى هذه الأرقام الطموحة، مؤكدين أن تطبيقها العملي على نطاق واسع يصطدم بعقبات تتعلق بتكاليف الإنتاج وتطوير بنية تحتية قادرة على دعم الشحن فائق السرعة بقدرة الميجاواط، والذي لم يصبح واقعًا تجاريًا بعد.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering