سولارابيك، الولايات المتحدة الأمريكية- 2 سبتمبر 2025: كشفت وثائق الميزانية الأمريكية عن خطط مثيرة للجدل لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب لوقف عمل عدد من الأقمار الصناعية الحيوية المخصصة لمراقبة تغير المناخ، في خطوة أثارت رفضاً قاطعاً في الأوساط العلمية التي حذرت من أن تجاهل البيانات المناخية طويلة الأمد سيقود حتماً إلى تدهور دقة التنبؤ بالطقس اليومي وكوارثه المحتملة. وتضع هذه القرارات، التي تهدف إلى الفصل بين أبحاث الطقس والمناخ، مستقبل الرصد البيئي للكوكب في مهب أجندة سياسية.
أقمار حيوية خارج الخدمة
تتضمن قائمة الأقمار المهددة بالإيقاف جهازين تابعين لـ “مرصد الكربون المداري” (Orbiting Carbon Observatory)، واللذين يقدمان بيانات دقيقة حول مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ عقد من الزمن. وبررت طلبات ميزانية وكالة “ناسا” القرار بأن هذين الجهازين يُعتبران “مهمتين مناخيتين تجاوزتا مهمتهما الأساسية”، ومن المقرر إنهاؤهما خلال السنة المالية الحالية. كما يطال الإيقاف أداتين رئيسيتين ضمن برنامج أقمار “GeoXO” المستقبلية، الذي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار، وهما “جهاز التركيب الجوي” المصمم لتتبع تلوث الهواء كل ساعة، و”جهاز لون المحيط” لمراقبة النظم البيئية في المياه الساحلية والبحيرات الكبرى، وذلك بناءً على توجيهات تطالب بتقديم قائمة أدوات “للطقس فقط”.
فصل مستحيل وتحذيرات صارخة
يقف العلماء بحزم ضد هذا التوجه، مؤكدين أن محاولة الفصل بين الطقس والمناخ تعد خطأً علمياً فادحاً. ويوضح الدكتور لارس بيتر ريشوجارد، مدير مركز علوم النظام الأرضي بجامعة ماريلاند، أن “الطقس والمناخ وجهان لعملة واحدة”، مشيراً إلى أن فهم التغيرات المناخية طويلة المدى هو أساس التنبؤ الدقيق بالطقس اليوم. وبالإضافة إلى ذلك، حذرت مونيكا مدينا، التي شغلت منصب نائب وكيل وزارة المحيطات والغلاف الجوي في إدارة أوباما، من أن إيقاف هذه الأقمار يشبه تعطيل أنظمة الإنذار المبكر التي تحذر من كوارث طبيعية قادمة، متسائلة: “لو كانت هناك أقمار صناعية تحذرنا من هجوم عسكري قادم، هل سنوقفها؟”. ويؤكد الخبراء أن أهمية هذه البيانات تتزايد في ظل تصاعد وتيرة حرائق الغابات التي يهدد دخانها صحة الملايين.
سياق أوسع من التراجعات
تأتي هذه الخطوة ضمن حملة أوسع نطاقاً لإلغاء البيانات المتعلقة بتغير المناخ، حيث أزالت الإدارة بالفعل مواقع إلكترونية تستضيف أبحاثاً وتقارير مناخية هامة. وعلى الرغم من الضغوط، اضطرت الإدارة للتراجع مؤقتاً عن بعض قراراتها السابقة، فبعد احتجاجات خبراء الأرصاد، تراجعت وزارة الدفاع (البنتاجون) عن وقف مشاركة بيانات الأقمار الصناعية الضرورية لتتبع الأعاصير ليلاً، وقررت استمرار تدفقها حتى العام المقبل. كما مُنحت خدمة الطقس الوطنية استثناءً من تجميد التوظيف للحفاظ على قدرتها التشغيلية. ومع ذلك، يستمر التوجه نحو تقليص الدعم للأبحاث المناخية، بما في ذلك إلغاء العمل على قاعدة بيانات “أطلس 15” الحيوية للتنبؤ بمخاطر العواصف المطرية الشديدة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: القاهرة الإخبارية