سولارابيك، البحرين– 8 أكتوبر 2025: كشفت مدير إدارة الوقاية من الإشعاع في المجلس الأعلى للبيئة، شيماء الجناحي، أن الطاقة النووية دخلت دائرة الاهتمام الوطني ضمن مساعي مملكة البحرين نحو تنويع مصادر الطاقة النظيفة، مؤكدةً وجود توجه لإدراجها إلى جانب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المستقبلي للبلاد. جاءت هذه التصريحات الهامة على هامش جلسة طاولة مستديرة رفيعة المستوى نظمها منتدى الشرق الأوسط للاستدامة بالتعاون مع مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، والتي حملت عنوان “مستقبل الطاقة: توسيع نطاق الطاقة النووية الخضراء والطاقة المتجددة وآليات التمويل”، حيث جمعت نخبة من قادة قطاع الطاقة وصنّاع القرار والخبراء الماليين في بنك البركة الإسلامي بخليج البحرين.
متطلبات تشريعية وكوادر وطنية تمهّد الطريق
أوضحت الجناحي أن الوصول إلى مرحلة التشغيل الفعلي للطاقة النووية يتطلب استيفاء مجموعة من العوامل الأساسية، يأتي في مقدمتها تأسيس بنية تشريعية ورقابية متخصصة وشاملة تغطي كافة الجوانب المتعلقة بتوليد واستخدام الطاقة النووية عبر المفاعلات. وبالإضافة إلى ذلك، شددت على الضرورة القصوى للاستثمار في رأس المال البشري، وذلك عبر إدخال التخصصات العلمية المرتبطة بالطاقة النووية في الكليات التقنية والجامعات، بهدف تأهيل كوادر وطنية قادرة على تولي مهام التشغيل والرقابة بكفاءة. وفي حين أنه يمكن للبحرين، التي ما زالت في مراحلها الأولى، الاستفادة من التجارب الإقليمية الرائدة، فإن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال تبرز كنموذج يُحتذى به. كما أنه من المهم الإشارة إلى أن المملكة وقّعت سابقاً اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مما يعزز فرصها في التوسع نحو الطاقة النظيفة.
خيار استراتيجي لأهداف الحياد الكربوني
من ناحية أخرى، أكد الباحث في الطاقة النووية الدكتور عبدالعزيز المتحمي أن الطاقة النووية تمثل اليوم أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة في العالم، لافتاً إلى أنها تعد خياراً استراتيجياً لمواجهة التحديات المتزايدة الناجمة عن الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني الطموحة. وأضاف المتحمي أن التحول الناجح نحو هذا الخيار يتطلب بناء قدرات بشرية متمكنة، وتأسيس سياسات واضحة للأمن النووي، فضلاً عن التعاون الوثيق مع الوكالات والجهات الدولية المتخصصة لضمان الاستخدام الآمن والمستدام لهذه التقنية.
منصة حوار تجمع قادة الطاقة والتمويل
شكلت الجلسة التي نظمها منتدى الشرق الأوسط للاستدامة منصة حيوية لمناقشة سبل دمج حلول الطاقة المتجددة والنووية في مزيج الطاقة الوطني والإقليمي. وفي هذا السياق، قالت ليلى دانيش، المدير التنفيذي لشركة فين مارك كوميونيكيشنس المنظمة للمنتدى، إن الشراكة مع مجموعة بوسطن الاستشارية أتاحت تسليط الضوء على التكامل الضروري بين التكنولوجيا والسياسات والتمويل لتحقيق استدامة قطاع الطاقة. بدوره، أكد جوزيبي بوناكورسي، المدير العام والشريك في “بوسطن الاستشارية”، أن المنطقة تتجه بثبات نحو مستقبل طاقة أكثر تنوعاً ومرونة، مشدداً على أن الابتكار التكنولوجي وآليات التمويل المبتكرة يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب لدعم الاستراتيجيات الوطنية. ويُعد المنتدى، الذي يحظى بدعم من المجلس الأعلى للبيئة وشركاء استراتيجيين كبنك البحرين الوطني وبنك ستاندرد تشارترد، منصة إقليمية رائدة لتعزيز الحوار ودفع العمل المناخي عبر تبني حلول خفض الانبعاثات الكربونية ومبادرات الاستدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الوطن