سولارابيك، المملكة العربية السعودية – 8 أكتوبر 2025: كشف الاتحاد الأوروبي عن تطلعه لإبرام شراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية، تستهدف تعميق العلاقات في مجالات التجارة والاستثمار، وتضع تحول الطاقة في قلب هذا التعاون، وذلك في إطار مساعٍ أوسع لتعزيز الروابط مع منطقة الخليج. وأكد لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، في مقابلة مع “الشرق” على هامش الاجتماع الوزاري الأوروبي الخليجي في الكويت، أن اهتمام بروكسل بالتفاوض مع الرياض “عالٍ جداً”، مشيداً بالجهود التي تبذلها المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويستند هذا التوجه على أسس قائمة بالفعل، ممثلة في مذكرة تفاهم موقعة بين الجانبين للتعاون في قطاع الطاقة، إلى جانب عدد من المشاريع المشتركة.
تقاطع الرؤى.. تكامل بين التحول السعودي والأهداف الأوروبية
يعمل الجانبان على تطوير مجالات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة، والاستثمارات الجديدة، حيث يرى الاتحاد الأوروبي تقاطعاً واضحاً بين برامجه للتحول الرقمي والبيئي ورؤية المملكة 2030. ووصف دي مايو برنامج التحول السعودي بأنه “طموح للغاية ويناسب الأوضاع الراهنة”، مما يجعله محط اهتمام كبير للشركات الأوروبية. كما أنه يأتي في وقت تضخ فيه المملكة استثمارات ضخمة لتحقيق مستهدفها بتوليد نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030. وبالإضافة إلى ذلك، تتجه السعودية لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وتستعد لإطلاق صندوق استثماري متخصص بقيمة 100 مليار دولار تحت اسم “بروجكت ترانساندنس” لتعزيز مكانتها التكنولوجية عالمياً.
الهيدروجين الأخضر يفتح آفاقاً جديدة واتفاقية تجارة حرة قيد التفاوض
أشار دي مايو إلى وجود إمكانية واعدة للتعاون الوثيق في إنتاج الهيدروجين بالمنطقة ونقله إلى السوق الأوروبية، وهو ما يمثل فرصة استراتيجية للطرفين. وتنفذ السعودية بالفعل مشاريع عملاقة في هذا القطاع، أبرزها مشروع “نيوم للهيدروجين الأخضر” الذي يُنتظر أن يكون الأكبر في العالم عند بدء إنتاجه في عام 2026 بطاقة يومية تصل إلى 600 طن، مدعوماً باستطاعة 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة. من ناحية أخرى، تجتمع فرق التفاوض من الجانبين بشكل دوري لإحياء مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين الكتلتين، حيث تم إحراز تقدم كبير منذ القمة الأوروبية الخليجية قبل عام. وفي حين أنه يجري التفاوض على المستوى الإقليمي، يُجري الاتحاد محادثات ثنائية موازية مع دول مثل الإمارات بهدف التوصل لاتفاق تجارة حرة مكمل يسهل شروط التجارة والاستثمار.
أبعاد أمنية وسياسية.. شراكة تتجاوز الاقتصاد
تمتد المحادثات الأوروبية الخليجية لتشمل أبعاداً تتجاوز الاقتصاد، حيث تركز أيضاً على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن، لا سيما الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والاستعداد للكوارث. وأضاف دي مايو أن النقطة الأهم تتمثل في التعاون لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، بدءاً من غزة وصولاً إلى ملفات سوريا واليمن وإيران. واختتم بالإعراب عن فخر الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع السعودية في إطلاق “التحالف العالمي من أجل حل الدولتين”، واصفاً إياها بـ”المبادرة المهمة جداً” لإيجاد أفق طويل الأمد لهذا الحل.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الشرق