سولارابيك- الرباط، المغرب- 5 أكتوبر 2025: حصلت شركة “فلور ألفا” (Fluoralpha)، المنبثقة عن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) المغربية، على تمويل يتجاوز 110 ملايين دولار أمريكي من بنك أفريقيا، لإنشاء منشأة صناعية واسعة النطاق في الجرف الأصفر، تهدف إلى تحويل حمض الهيكسافلوروسيليك (H₂SiF₆)، وهو منتج ثانوي لمعالجة الفوسفات، إلى مواد فلورية عالية القيمة تُستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية وصناعة أشباه الموصلات.
ويأتي المشروع ضمن خطة استثمارية إجمالية تبلغ 280 مليون دولار، ويُعد خطوة محورية في إستراتيجية المغرب لتعظيم القيمة المضافة من موارده الطبيعية.
عند بدء التشغيل، ستستهدف المنشأة إنتاج 20 ألف طن سنويًا من حمض الهيدروفلوريك اللامائي (AHF)، الضروري لحفر أشباه الموصلات وتصنيع أملاح بطاريات الليثيوم، إلى جانب 28 ألف طن من فلوريد الألومنيوم (AlF₃)، الذي يُستخدم في تحسين كفاءة صهر الألومنيوم.
وأكد جليل سكالي، الرئيس التنفيذي لشركة فلور ألفا، أن المشروع يُجسد طموح المغرب في أن يصبح مركزًا عالميًا لإنتاج مشتقات الفلور، ويُسهم في تقليص الاعتماد على المواد الخام المستوردة مثل الفلورسبار، مضيفًا: “هذا المشروع يعزز السيادة الصناعية للمغرب ويضعنا في موقع المورد الموثوق للصناعات المستقبلية.”
ويعكس التمويل الممنوح من بنك أفريقيا ثقة متزايدة في التحول الصناعي المغربي، حيث وصف البنك الصفقة بأنها “خطوة تحويلية” تتماشى مع أجندة المملكة للاستدامة والابتكار.
يمتلك المغرب نحو 70% من احتياطيات الفوسفات العالمية، ويُعد لاعبًا رئيسيًا في إنتاج الأسمدة عبر مجموعة OCP. ومع تزايد الطلب العالمي على المواد الحيوية، تتجه المملكة نحو استثمار موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية لبناء سلاسل توريد تنافسية في مجالات الطاقة الخضراء والتقنيات الرقمية.
وقد صنّف الاتحاد الأوروبي مشتقات الفلور مثل AHF وAlF₃ ضمن المدخلات الاستراتيجية للتحول نحو الطاقة النظيفة. ومن خلال توريد مصانع أشباه الموصلات الأوروبية ومصانع السيارات الكهربائية، تسعى “فلور ألفا” إلى وضع المغرب في قلب سلاسل التوريد المرنة التي تخدم الصناعات عالية التقنية.
ويرى محللو الصناعة أن المشروع يأتي في توقيت مثالي، في ظل التوترات الجيوسياسية واختناقات الإمداد العالمية، التي أثارت مخاوف بشأن الوصول إلى المواد الكيميائية الفلورية، والتي تعتمد عليها الأسواق بشكل كبير من الصين. ويُعد دخول المغرب إلى هذا السوق خطوة استراتيجية توفر بديلاً موثوقًا يتمتع بموقع جغرافي محوري بين أفريقيا وأوروبا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..