سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة- 8 نوفمبر 2025: أصبحت دول الخليج (مجلس التعاون الخليجي) واحدة من أسرع أسواق السيارات الكهربائية نموًا على مستوى العالم، حيث تضاعف معدل التبني في عام واحد فقط – من 2% إلى 4% من جميع المركبات، وفقًا لمؤشر شحن السيارات الكهربائية لعام 2025 الصادر حديثًا عن شركة رولاند بيرغر.
ورغم أن هذا قد يبدو متواضعا، فإن وتيرة النمو غير عادية، وهي مدعومة بعلامات قوية على أن السكان لا يجربون السيارات الكهربائية فحسب، بل يتقبلونها إلى الأبد.
وأظهر التقرير، الذي استند إلى استطلاعات رأي شملت أكثر من 12 ألف شخص في 33 دولة، أن 91% من مالكي السيارات الكهربائية في دول الخليج يُخططون لشراء سيارة كهربائية أخرى، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 87%. وفي الإمارات العربية المتحدة، ترتفع هذه النسبة إلى 94%، لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين.
ما سبب هذا الشغف بالسيارات الكهربائية؟
كان انخفاض تكاليف الوقود والصيانة من أبرز الأسباب في الإمارات وقطر، بينما انجذب المشترون في المملكة العربية السعودية بشكل خاص إلى التكنولوجيا المتطورة التي غالبًا ما تأتي مع السيارات الكهربائية. وبالنسبة لنحو نصف المشاركين، كانت الاستدامة والمخاوف البيئية من الدوافع الرئيسية أيضًا، وهو اتجاه يعكس الأهداف الأوسع للطاقة الخضراء في الإمارات والسعودية.
ولا يقتصر الأمر على امتلاك سيارة ثانية في المرآب فحسب، بل أصبحت السيارات الكهربائية الخيار اليومي للكثيرين. إذ يقود حوالي ثلث مالكي السيارات الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 20,000 كيلومتر سنويًا، وهو ما يعادل الدول التي تعتمد بشكل كبير على السيارات الكهربائية مثل النرويج وألمانيا.
الإمارات والسعودية تقودان الهجوم
تتصدر الإمارات العربية المتحدة حاليًا المنطقة في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث بيعت 24,000 سيارة كهربائية وهجينة قابلة للشحن في عام 2024 وحده. في الوقت نفسه، شهدت المملكة العربية السعودية ارتفاعًا في مبيعات السيارات الكهربائية بنحو عشرة أضعاف في عام واحد فقط، متجاوزةً 11,000 وحدة، في إشارة واضحة إلى انتشار الزخم في جميع أنحاء المنطقة.
ما يُسهم في دفع هذه الزيادة في الخليج ليس الطلب فحسب، بل أيضًا تجربة ملكية أفضل – خاصةً فيما يتعلق بالشحن. في حين يُعاني سائقو السيارات الكهربائية في بعض الدول من نقص البنية التحتية للشحن، تُرسي دول مجلس التعاون الخليجي معيارًا عالميًا.
رضا العملاء من بين الأفضل
قد تظن أن النرويج أو ألمانيا ستتصدران قوائم رضا العملاء عن شحن السيارات الكهربائية، لكنك ستُعيد النظر في الأمر. فوفقًا لمؤشر رولاند بيرغر، حققت قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نسبة رضا أعلى من 94%، مما يجعلها متقدمة على العديد من أسواق السيارات الكهربائية الأكثر نضجًا.
ويعود الفضل في ذلك إلى الانتشار المتواصل لمحطات الشحن الموثوقة والمتاحة في مواقعها المناسبة. تضم دبي الآن أكثر من 1270 محطة شحن عامة، وتعمل أبوظبي على تركيب 500 محطة إضافية بحلول عام 2028 من خلال شراكة بين أدنوك وطاقة. وفي المملكة العربية السعودية، تهدف مبادرة “إيفيك” المدعومة حكوميًا إلى تركيب 5000 محطة شحن في 1000 موقع بحلول عام 2030، وقد تم تشغيل هذه المحطات بالفعل في الرياض وجدة والدمام.
الدعم الحكومي
كان الدعم الحكومي عاملاً أساسياً في انطلاق حركة المركبات الكهربائية، والآن يتدخل القطاع الخاص لتسريع النمو. تستثمر شركات مثل إلكترومين في المملكة العربية السعودية والفطيم في الإمارات العربية المتحدة في البنية التحتية، وتوسع نطاق الوصول، وتساعد المنطقة على الحفاظ على تقييمات رضا عالمية المستوى.
لا يزال هناك مجال للتحسين. فوفقًا للتقرير، يرغب 43% من سائقي السيارات الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي في خيارات شحن أسرع، لا سيما على الطرق السريعة. ويقول الخبراء إن المرحلة التالية من التطوير ستركز على أجهزة الشحن السريع، وأدوات تحديد المواقع الرقمية المتطورة، ومواقع شحن أكثر تنوعًا – من محطات الوقود إلى محلات السوبر ماركت والمباني السكنية.
اتجاه واضح
قبل عام، كان سوق السيارات الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال يُنظر إليه على أنه سوق واعد. أما اليوم، فهو من أسرع الأسواق نموًا في العالم. مع الاهتمام المتزايد، والبنية التحتية المتنامية، ومستويات الرضا المذهلة، تسير المنطقة بخطى ثابتة لتصبح مركزًا حقيقيًا للسيارات الكهربائية.
لأي شخص في الإمارات العربية المتحدة أو دول مجلس التعاون الخليجي يفكر في سيارته القادمة، قد لا تكون السيارات الكهربائية خيارًا صديقًا للبيئة فحسب، بل قد تكون أيضًا الخيار الأكثر ذكاءً.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Gulf News


