سولارابيك- بيليم، البرازيل– 12 نوفمبر 2025: انطلقت أعمال أكبر مؤتمر عالمي للمناخ، مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 190 دولة في مدينة بيليم البرازيلية. وعلى مدى أسبوعين، ستخوض الوفود مفاوضات معمّقة، يُتوقع أن تكون مثيرة للجدل، حول سبل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
يُنظر إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، باعتباره محطة حاسمة لمناقشة تفاصيل خطط وقف التغير المناخي الكارثي. فالعالم على المحك: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق، متوجًا عقدًا من الحر غير المسبوق، وقد بدأت آثاره بالفعل في ضرب الكوكب عبر الأعاصير والفيضانات والحرائق وموجات الحرارة الشديدة.
ما هي مؤتمرات الأطراف (COPs)؟
في عام 1992، وقّعت أكثر من 150 دولة معاهدة الأمم المتحدة لمواجهة تلوث الأرض. وانعقد أول مؤتمر للأطراف في برلين عام 1995، ومنذ ذلك الحين تجتمع الدول سنويًا تقريبًا. اللحظة المفصلية جاءت عام 2015، حين أقرّت أكثر من 190 دولة في مؤتمر باريس (COP21) اتفاق باريس للمناخ، متعهدة بالحد من الاحترار العالمي إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ويفضل أن لا يتجاوز 1.5 درجة. الاتفاقية وضعت الرؤية لكنها لم تحدد خارطة طريق تفصيلية، فالتزمت الدول بتقديم خطط وطنية كل خمس سنوات للحفاظ على الطموح عند 1.5 درجة.
في الدورة الحالية، كان يفترض أن تُقدَّم الخطط حتى عام 2035 بحلول فبراير الماضي، لكن أكثر من 90% من الحكومات تأخرت. معظمها قدّمت خططه لاحقًا، فيما لا تزال دول كبرى ملوِّثة متخلفة عن الموعد.
لماذا يثير مؤتمر COP30 الجدل؟
اختيار بيليم، “بوابة الأمازون”، لاستضافة مؤتمر COP30 كان رمزيًا، لكنه كشف عن تحديات كبيرة. فالمدينة التي تضم نحو 18 ألف غرفة فندقية تستقبل الآن أكثر من 50 ألف مشارك، ما أدى إلى أزمة سكن وارتفاع الأسعار، وحرمان بعض الوفود من المشاركة الفاعلة.
كما واجهت البرازيل انتقادات بعد موافقتها الشهر الماضي على التنقيب عن النفط عند مصب الأمازون، على بُعد مئات الأميال من موقع القمة، وهو ما اعتبره ناشطون تناقضًا صارخًا مع أهداف المؤتمر. الرئيس لولا دا سيلفا شدد في الافتتاح على التزامه بمكافحة إزالة الغابات، لكنه دافع عن استمرار استخراج النفط، معتبرًا أن التخلي عنه سيكون “تصرفًا غير مسؤول”.
القضايا الرئيسية
الغابات تتصدر جدول الأعمال، إذ تسعى البرازيل إلى جمع 125 مليار دولار لدعم الدول في حماية غاباتها. لكن التمويل والوقود الأحفوري يظلان محور الجدل الأكبر. في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين بأذربيجان، اتُّفق على توفير 300 مليار دولار سنويًا بحلول 2035، مع هدف أوسع للوصول إلى 1.3 تريليون دولار.
خارطة الطريق الجديدة لزيادة التمويل ستكون أساسًا لمفاوضات شاقة. أما الوقود الأحفوري، المحرك الرئيس للأزمة، فلم يُذكر في نصوص الاتفاقات إلا منذ مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين عام 2023، حين دعت الدول لأول مرة إلى التحول بعيدًا عن النفط والفحم والغاز. لكن مواقف دول وشركات نفطية باتت أكثر صلابة في رفض أي التزامات بالتخلص التدريجي منه.
هل يمكن الحفاظ على سقف 1.5 درجة؟
تقرير حديث للأمم المتحدة يؤكد أن العالم سيتجاوز هذا الحد في المدى القريب، إذ تشير السياسات الحالية إلى ارتفاع يصل إلى 2.8 درجة مئوية. وحتى مع التعهدات الجديدة، يُتوقع أن يتراوح الاحترار بين 2.3 و2.5 درجة. ورغم أن هذا يمثل تقدّمًا مقارنة بتوقعات سابقة بارتفاع أربع درجات، إلا أن العواقب تبقى كارثية، من فقدان الشعاب المرجانية إلى ذوبان الصفائح الجليدية.
الولايات المتحدة خارج المشهد
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت انسحابها من اتفاقية باريس في يناير الماضي، ولن ترسل وفدًا رفيعًا إلى القمة. ترامب وصف تغيّر المناخ بأنه “أكبر عملية احتيال ارتُكبت ضد العالم”، ما أثار مخاوف من أن غياب الولايات المتحدة، أكبر ملوِّث تاريخي، قد يضعف الطموحات العالمية.
ما المتوقع؟
القرارات في مؤتمرات الأطراف تُتخذ بالإجماع، ما يمنح أي دولة حق النقض ويجعل التقدم بطيئًا. الهدف هو وضع خارطة طريق للعقد المقبل تشمل التمويل، التكيف، حماية الطبيعة، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وربما التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، رغم صعوبة ذلك في ظل الانقسامات الجيوسياسية.
بارقة أمل
بعيدًا عن قاعات التفاوض، ثمة تطور إيجابي: في النصف الأول من عام 2025، ولأول مرة، تفوقت مصادر الطاقة المتجددة على الفحم لتصبح المصدر الأول عالميًا للكهرباء.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: CNN

