سولارابيك، بريطانيا – 22 نوفمبر 2025: سجّلت شبكة توربينات الرياح في بريطانيا رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ البلاد عند الساعة 7:30 من مساء يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث نجحت المزارع مجتمعة في توليد 22.7 جيجاواط من الكهرباء، متجاوزة بذلك الرقم السابق البالغ 22.5 جيجاواط الذي سُجل في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2024. وكشف هذا الإنجاز عن قدرة الرياح وحدها، ولو للحظة جوهرية، على تغطية أكثر من نصف الطلب الوطني على الطاقة، إذ كانت الكمية المنتجة كافية لتزويد 22 مليون منزل بالكهرباء، وهو ما يعادل 80% من المنازل البريطانية في وقت الذروة خلال أمسية شتوية باردة ومظلمة، وفقاً لما ذكرته جين كوبر، نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة “رنيوابل يو كيه”، التي أكدت أن هذا الأداء القوي جاء في وقت كانت فيه البلاد بأمس الحاجة للطاقة، مدفوعاً بظروف مناخية عاصفة ضربت شمال إنجلترا واسكتلندا تحديداً.
هيمنة المزيج الجديد والتفوق التقني
أظهرت بيانات “مشغل نظام الطاقة الوطني” (Neso) تحولاً جذرياً في مزيج الطاقة خلال ذلك اليوم، حيث ساهمت طاقة الرياح بنسبة 43.6% من كهرباء بريطانيا، بالإضافة إلى ذلك، برز دور “توليد الرياح المضمن” (Embedded wind) الذي يغذي شبكات التوزيع المحلية مباشرة بعيداً عن شبكة النقل الرئيسية، مساهماً بنسبة 12.1%، مما رفع إجمالي مساهمة الرياح إلى 55.7% من مجمل الطاقة المنتجة. ومن ناحية أخرى، تراجع اعتماد الشبكة على المصادر التقليدية، إذ جاء الغاز في المرتبة الثانية بنسبة 12.5% فقط، تلته خطوط الربط البينية بنسبة 11.3%، في حين أن الطاقة النووية والكتلة الحيوية ساهمتا بنسبة 8% لكل منهما، مع مساهمات طفيفة للطاقة الكهرومائية وأنظمة التخزين. ووصفت كيت أونيل، الرئيس التنفيذي للعمليات في (Neso)، هذا الرقم بأنه “عالمي”، مشيرة إلى أن الشبكة الوطنية أثبتت قدرتها على العمل بأمان وموثوقية عالية بالاعتماد على كميات ضخمة من المصادر المتجددة.
بنية تحتية ضخمة وأهداف صفرية
تستند هذه الطفرة الإنتاجية إلى بنية تحتية قوية، حيث تبلغ قدرة طاقة الرياح الحالية في المملكة المتحدة حوالي 32 جيجاواط، مقسمة بالتساوي تقريباً بين التوربينات البرية والبحرية، كما أن البلاد تضم خمساً من أكبر مزارع الرياح البحرية في العالم. وتتوقع (Neso) أن تشهد الأشهر المقبلة تشغيل شبكة الكهرباء بالكامل اعتماداً على مصادر صفرية الكربون (طاقة متجددة ونووية). ويأتي هذا الرقم القياسي ليعزز “مهمة الطاقة النظيفة” التي تتبناها الحكومة البريطانية، والتي تهدف إلى توليد ما لا يقل عن 95% من الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون بحلول عام 2030، والتحول بعيداً عن تقلبات أسعار الوقود الأحفوري التي تسببت في أزمات الطاقة السابقة، ليكون هذا الإنجاز دليلاً ملموساً على تسارع الخطى نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering


