سولارابيك – أمريكا – 24 ديسمبر 2025: لم يكن مجرد تراجع في الأرقام، بل كان “هبوطاً حاداً” أعاد تشكيل ملامح مستقبل النقل في الولايات المتحدة؛ فبين ليلة وضحاها، تحول القلق العام لدى الأمريكيين حيال السيارات الكهربائية إلى عزوف صريح، بعد أن جاءت التغييرات السياسية لتسحب بساط “الدعم السخي” من تحت أقدام المشترين.
أكتوبر الأسود.. السقوط الحر للمبيعات
هوت مبيعات السيارات الكهربائية بنحو الثلث خلال شهر أكتوبر الماضي، في أعقاب قرار الرئيس ترامب والكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية بإلغاء الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7,500 دولار. وبحسب أحدث بيانات “كوكس أوتوموتيف”، لم يبع الوكلاء سوى 74,835 سيارة فقط، بانخفاض صادم يقدر بـ30.3% مقارنة بالعام الماضي، وبانهيار زاد عن 48% منذ سبتمبر، الشهر الذي شهد تدافع المستهلكين لاقتناص آخر فرص الدعم.
تفكيك “إرث بايدن”.. عودة للمنطق أم تراجع للمناخ؟
لم يقتصر الأمر على الحوافز المالية، بل شنت الإدارة الجديدة هجوماً تنظيمياً مكثفاً شمل:
- إلغاء إلزام شركات السيارات بإنتاج حصص محددة من المركبات الكهربائية.
- إلغاء العقوبات المفروضة على الشركات التي لا تستوفي معايير استهلاك الوقود.
- إلغاء المعايير الصارمة لانبعاثات العادم التي اقترحتها إدارة بايدن لعام 2032.
ووصف برنت بينيت، مدير السياسات في مؤسسة تكساس للسياسات العامة، هذا التحول بأنه “عودة ملحوظة إلى المنطق”، بعد عقود من الإجراءات الحكومية القسرية.
الشركات في مأزق.. والسيارات الهجينة هي الرابح
بدأ عمالقة التصنيع إعادة حساباتها أمام هذا “الزلزال التنظيمي” فشركة فورد، التي استثمرت المليارات، تدرس الآن إيقاف إنتاج شاحنتها الكهربائية الشهيرة “إف 150 لايتننغ” لضعف الإقبال. كما سارعت شركات مثل نيسان، مرسيدس، وبورش لتقليص إنتاجها الكهربائي.
وفي مفارقة لافتة، من المتوقع أن يستفيد المستهلكون من هذا التحول، إذ ستتجه الشركات لإنتاج المزيد من السيارات الهجينة وتخفيف الضغط السعري عن سيارات البنزين، بعد أن تحررت من عبء تعويض خسائر القسم الكهربائي.
وقد كشف استطلاع لجمعية السيارات الأمريكية عن أدنى نسبة اهتمام بالسيارات الكهربائية منذ 2019، إذ أبدى 16% فقط رغبتهم في الشراء مستقبلاً، بينما ارتفعت نسبة الرافضين تماماً إلى 63%. وقد كان ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية وبطارياتها وقلق المدى هي من أهم أسباب العزوف.
إعادة ضبط أم نهاية عصر؟
يرى الخبراء أن ما يحدث ليس بالضرورة اختفاءً للسيارات الكهربائية، بل هو “إعادة ضبط قاسية” للسوق؛ فبدون “التنفس الاصطناعي” المتمثل في الدعم الحكومي، أصبح المستهلك أكثر حساسية للسعر وأكثر ميلاً للحلول الوسطى كالسيارات الهجينة، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية للشحن.
تابعونا على لينكيدإنLinked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الخليج
Image Source: Canva library

