سولارابيك – الجزائر، الجزائر – 17 مارس 2024: أكد خبير دولي في مجال الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي، أن الهيدروجين الأخضر سيكون له دور محوري ورئيسي في عملية الانتقال الأمن، والتحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة، ليصبح بديلا استراتيجيا للطاقة الأحفورية، مبينا أنه على الرغم من مساهمته بنسب قليلة لا تتعدى 4% من إنتاج الطاقة عالميا، فإنه سيكون قادرا في توفير ما يعادل 25% من احتياجات الطاقة عام 2050.
وفي تصريحات لموقع “العين الإخبارية” الإماراتي، قال أستاذ فيزياء الموارد والهيدروجين الأخضر بجامعة الأغواط الجزائرية، علي شقنان، إن دولة الجزائر تمتلك مؤهلات وإمكانيات استراتيجية مؤهلة لأن تصبح لاعبا إقليميا رئيسيا في عملية تطوير طاقة الهيدروجين الأخضر، ولديها خريطة طريق استراتيجية ووطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر عبر ثلاث مراحل تنتهي عام 2050.
وفي رده على سؤال حول مدى إسهام إنتاج الطاقة الأحفورية في الانبعاثات الكربونية وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، قال :” استخدامنا للطاقة له تأثير سلبي على بيئتنا، فعلى مدار المئتي عام الماضية اخترنا استخدام الطاقات غير المتجددة، خاصة الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي، وهو ما أدى إلى تضخيم وتسريع ظاهرة الاحتباس الحراري، ولعقود من الزمن ركز العديد من الخبراء على أسباب تغير المناخ وعواقبه، كان هذا السؤال في قلب مؤتمر المناخ في باريس عام 2015، والحقيقة أن كل دول العالم سوف يكون لزاماً عليها أن تحدد التزاماتها فيما يتصل بالحد من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، بهدف أساسي يتلخص في الحد من متوسط الزيادة في درجات الحرارة العالمية، حيث لا يتجاوز درجتين مئويتين”.
ويرى الخبير الدولي أن الإنسان مسؤول عن 95% من ظاهرة الاحتباس الحراري المناخية، وهذا باتفاق علماء وخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وقد أكدوا أن درجات الحرارة قد ترتفع بمقدار 0.3 درجة مئوية إلى 4.8 درجة مئوية بين عامي 2081 و2100، السبب الرئيسي تركيز ثاني أكسيد الكربون المتزايد في الغلاف الجوي، فقد تضاعفت تلك الانبعاثات خلال الفترة من 1950 و1990 أربعة مرات لتصل إلى أكثر من 22 مليار طن سنويا.
وفيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، قال :”رغم الفوائد البيئية الكبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، إلا أنه يمثل 4% من إنتاج الطاقة عالميا، وترتبط النسبة المنخفضة بشكل مباشر بارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة مقارنة بالعمليات الأخرى التي تستخدم الوقود الأحفوري، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة 1 كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر ما يصل إلى 23 دولارا تقريبا، في حين أن تكلفة الهيدروجين الناتج عن الوقود الأحفوري أقل من 2 دولار، ومع ذلك من المتوقع أن تنخفض تكلفة كيلوغرام واحد من الهيدروجين الأخضر بمجرد حدوث تقدم كبير في قطاع الطاقة المتجددة، ورغم ذلك يرى الكثير من الباحثين أن الهيدروجين هو أفضل بديل يمكن أن يكون بديلاً للوقود الأحفوري في عدة تطبيقات، ومع ذلك فإنه يحتاج إلى بحث أعمق وأوسع للوصول إلى المساهمة المحتملة للهيدروجين كحامل للطاقة”.
وفي حديثه عن إعلان الجزائر عن خطط الاعتماد على الغاز والهيدروجين الأخضر في الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ذكر أن الجزائر تمتلك الكثير من المؤهلات لتكون لاعبة إقليمية رئيسية في تطوير الهيدروجين، خاصة الأخضر، من بين هذه المؤهلات الموقع الجغرافي والصحراء الشاسعة كأحد أكبر المكونات في العالم في الطاقة الشمسية، والقرب من الأسواق الأوروبية، وشبكات النقل والبنية التحتية لنقل الغاز الطبيعي، ما شكل مزايا نسبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وبتكاليف تنافسية للغاية.
وتابع أن الجزائر وضعت خريطة طريق تمثل استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين التي تمر بثلاث مراحل رئيسية، الأولى تمتد من 2023 إلى 2030، وهي فترة تجريبية بمشاريع قصيرة المدى، والثانية من 2030-2040، وهي فترة تمهيدية لخلق جو مواتي وبناء ميكانيزمات مواتية من أجل إنشاء الأسواق في شعبة الهيدروجين الأخضر، والثالثة من 2040 إلى 2050، وهذه المرحلة تعد المرحلة الحاسمة، ونجاحها يتوقف على مدى نجاح المرحلتين السابقتين، وتمثل بوابة نحو دخول الأسواق بصفة حقيقية عبر المنافسة من خلال التصنيع والنقل والتصدير.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
نتمنى لكم يومًا مشمسًا..
المصدر: العين