سولارابيك – كاربي، إيطاليا – 3 مارس 2024: تعد مدرسة أنطونيو ميوتشي الثانوية العامة في كاربي في إيطاليا، مثل أي مدرسة أخرى في أوروبا.. مركز للطلاب الذين ينتظرون بفارغ الصبر استراحات الغداء، وأساتذة يتنقلون في ذروة التحفيز والاستسلام، بينما يدير عمال النظافة القاعات.. لكن في زاوية بعيدة من ساحة المدرسة، يظهر هيكل غامض مُسيج من بين الأشجار.
لا يمكن الوصول إلى هذا الموقع إلا للفنيين المتخصصين، وتشير اللوحة الموجودة على الهيكل إلى الغرض منها: الهيدروجين H2.
يحتوي هذا المبنى على أول سخان يعمل بالهيدروجين الأخضر لتدفئة الموقع التعليمي تابع للاتحاد الأوروبي، باحتمالية انبعاثات صفر.
إذًا كيف تعمل تدفئة الهيدروجين الأخضر ؟ وهل يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُحدث ثورة في أنظمة التدفئة لدينا، وتجعلها أكثر استدامة؟
تم تصميم تدفئة الهيدروجين الأخضر الخاصة بشركة Meucci في عام 2020 من قبل شركة Coopservice، الشركة الفائزة بالعطاء. بدأ المشروع في 20 يناير 2023، وحظي بإشادة واسعة النطاق لنهجه التقدمي.
ويتماشى التوقيت مع اهتمام الاتحاد الأوروبي المتزايد بالهيدروجين. وكان إطلاق الصفقة الخضراء الجديدة للاتحاد الأوروبي والحرب في أوكرانيا سبباً في إلهام الدول الأعضاء لاستكشاف بدائل أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الطاقة للوقود الأحفوري.
وتعد إسبانيا وألمانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي الواعدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، لكن إيطاليا تلعب أيضًا دورها، حيث تعمل على تطوير مشاريع مثل غلاية ميوتشي.
تقول أناليزا فيتا، المهندسة المسؤولة عن المشروع: “يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة المتجددة التي تولدها المحطة الكهروضوئية التي بنيناها على سطح صالة الألعاب الرياضية”.
وتضيف “تطلق هذه الطاقة المتجددة عملية التحليل الكهربائي، مما يعني أنها تقسم الماء إلى أكسجين وهيدروجين. يتم تحرير الأكسجين في الهواء، بينما يتم تخزين الهيدروجين في حاوية.”
وتابعت: “في الأيام غير المشمسة، لا تولد الألواح الشمسية وحدها الكثير من الطاقة. لكن الهيدروجين يسمح لنا بتخزين الطاقة الفائضة من الأيام المشمسة واستخدامها خلال فصل الشتاء.
ةهذه الخاصية مناسبة تمامًا لمدن شمال إيطاليا مثل كاربي، حيث غالبًا ما تكون سماء الشتاء مغطاة بالغيوم والضباب.
ويقول فيتا: “من المتوقع أن تؤدي هذه، إلى جانب 20 مشروعًا آخر للطاقة في مقاطعة مودينا، إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 717 طنًا سنويًا، أي ما يعادل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من 700 سيارة سنويًا”.
ويواجه اعتماد الهيدروجين الأخضر في أنظمة التدفئة عقبات، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تكلفته.
حيث تم إنجاز مشروع ميوتشي من خلال استثمار بقيمة 350 ألف يورو، وهو مبلغ يوضح الحاجز المالي الذي يحول دون تنفيذ مشاريع مماثلة على نطاق واسع.
علاوة على ذلك، يتعين على هياكل التدفئة الأوروبية بالهيدروجين الأخضر أن تلتزم بقواعد السلامة الصارمة، والتي تميل إلى تقليل كفاءتها في استخدام الطاقة.
وأخيرًا وليس آخرًا، ينقسم الخبراء بشدة حول استخدام الهيدروجين الأخضر في أنظمة التدفئة.
وفي عام 2022، توقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) “دورًا ضئيلًا” للهيدروجين في التدفئة بحلول عام 2030.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: يورو نيوز